ليالي كان العمر أحسن شافع … تولى وكان اللهو أوضح منهجا
بدا الشيب فانجابت طماعية الصبا … وقبح لي ما كان يستحسن الحجا
بلهنية ولت كأن لم أكن بها … أجلى بها وجه النعيم مسرجا
ولا اختلت في برد الشباب مجررا … ذيولى إعجابا به وتبرجا
أعارك غيداء المعاطف طفلة … وأغيد معسول المراشف أدعجا
نقضت لياليها بطيب كأنه … لتقصيره منها مختطف الدجا
فان أمس مكروب الفؤاد حزينه … أعاقر من در الصبابة منهجا
وحيدا على أنى بفضلي متيم … مروعا بأعداء الفضائل مزعجا
فيا رب ديني قد سررت وسرني … وأبهجته بالصالحات وأبهجا
ويا رب ناد قد شهدت وماجد … شهدت دعوته فتلجلجا (١)
صدعت بفضلي نقصه فتركته … وفي قلبه شجو وفي حلقه شجا
كأن ثنائى في مسامع حسدي … وقد ضم أبكار المعاني وأدرجا
حسام تقى الدين في كل مارق … يقد إلى الأرض الكمي المدججا
وقال يمدح أخاه معز الدين فروخ شاه بن شاهنشاه بن أيوب:
هل أنت راحم عبرة ومدله … ومجير صب عند ما منه وهي
هيهات يرحم قاتل مقتوله … وسنانه في القلب غير منهنه
مذ بلّ من ذاك الغرام فاننى … مذ حل بى مرض الهوى لم أنقه
إني بليت بحب أغيد ساحر … بلحاظه رخص البنان بزهوه
أبغى شفاء تدلهى من واله … ومتى يرق مدلل لمدله
كم آهة لي في هواه وأنة … لو كان ينفعني عليه تأوهى
ومآرب في وصله لو أنها … تقضى لكانت عند مبسمه الشهى
يا مفردا بالحسن إنك منته … فيه كما أنا في الصبابة منتهى
قد لام فيك معاشر كي أنتهي … باللوم عن حب الحياة وأنت هي
أبكى لديه فان أحس بلوعة … وتشهق أرمى بطرف مقهقه
يا من محاسنه وحالي عنده … حيران بين تفكر وتكفه
ضدان قد جمعا بلفظ واحد … لي في هواه بمعنيين موجه
(١) كذا بالأصل والبيت غير مستقيم.