للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سألتك يوم النوى نظرة ... فلم تسمحى فعزالا سلم

فأعجب كَيْفَ تَقُولِينَ لَا ... وَوَجْهُكِ قَدْ خُطَّ فِيهِ نَعَمْ

أَمَا النُّونُ يَا هَذِهِ حَاجِبٌ ... أَمَا الْعَيْنُ عَيْنٌ أَمَا الْمِيمُ فَمْ

أَبُو الْفَضْلِ رشوان بن منصور

ابن رَشْوَانَ الْكُرْدِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالنَّقْفِ وُلِدَ بِإِرْبِلَ وَخَدَمَ جُنْدِيًّا وَكَانَ أَدِيبًا شَاعِرًا خَدَمَ مَعَ الْمَلِكِ الْعَادِلِ، وَمِنْ شِعْرِهِ قَوْلُهُ:

سَلِي عَنِّي الصَّوَارِمَ والرماحا ... وخيلا تسبق الهوج الرياحا

وأسدا حبيسها سُمْرُ الْعَوَالِي ... إِذَا مَا الْأُسْدُ حَاوَلَتِ الْكِفَاحَا

فَإِنِّي ثَابِتٌ عَقْلًا وَلُبًّا ... إِذَا مَا صَائِحٍ فِي الْحَرْبِ صَاحَا

وَأُورِدُ مُهْجَتِي لُجَجَ الْمَنَايَا ... إِذَا مَاجَتْ وَلَمْ أَخَفِ الْجِرَاحَا

وَكَمْ لَيْلٍ سَهِرْتُ وَبِتُّ فِيهِ ... أُرَاعِي النَّجْمَ أَرْتَقِبُ الصَّبَاحَا

وَكَمْ فِي فَدْفَدٍ فَرَسِي وَنِضْوِي ... بِقَائِلَةِ الْهَجِيرِ غَدَا وَرَاحَا

لِعَيْنِكِ فِي الْعَجَاجَةِ مَا أُلَاقِي ... وَأَثْبُتُ فِي الْكَرِيهَةِ لَا بَرَاحَا

مُحَمَّدُ بْنُ يحيى

ابن هِبَةِ اللَّهِ أَبُو نَصْرٍ النَّحَّاسُ الْوَاسِطِيُّ كَتَبَ إِلَى السِّبْطِ مِنْ شِعْرِهِ:

وَقَائِلَةٍ لَمَّا عَمَرْتُ وَصَارَ لِي ... ثَمَانُونَ عَامًا عِشْ كَذَا وَابْقَ وأسلم

ودم وانتشق روح الحياة فإنه ... لا طيب مِنْ بَيْتٍ بِصَعْدَةَ مُظْلِمِ

فَقُلْتُ لَهَا عُذْرِي لديك ممهد ... ببيت زهير فاعلمي وَتَعَلَّمِي

سَئِمْتُ تَكَالِيفَ الْحَيَاةِ وَمَنْ يَعِشْ ... ثَمَانِينَ حَوْلًا لَا مَحَالَةَ يَسْأَمِ

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أربع عشرة وستمائة

فِي ثَالِثِ الْمُحَرَّمِ مِنْهَا كَمَلَ تَبْلِيطُ دَاخِلِ الْجَامِعِ الْأُمَوِيِّ وَجَاءَ الْمُعْتَمِدُ مُبَارِزُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ الْمُتَوَلِّي بِدِمَشْقَ، فَوَضَعَ آخِرَ بَلَاطَةٍ مِنْهُ بِيَدِهِ عِنْدَ بَابِ الزِّيَارَةِ فَرَحًا بِذَلِكَ. وَفِيهَا زَادَتْ دِجْلَةُ بِبَغْدَادَ زِيَادَةً عَظِيمَةً وَارْتَفَعَ الْمَاءُ حَتَّى ساوى القبور إِلَّا مِقْدَارَ أُصْبُعَيْنِ، ثُمَّ طَفَحَ الْمَاءُ مِنْ فَوْقِهِ وَأَيْقَنَ النَّاسُ بِالْهَلَكَةِ وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا، ثُمَّ مَنَّ اللَّهُ فَتَنَاقَصَ الْمَاءُ وَذَهَبَتِ الزِّيَادَةُ، وَقَدْ بَقِيَتْ بَغْدَادُ تلولا وتهدمت أكثر البنايات. وَفِيهَا دَرَّسَ بِالنِّظَامِيَّةِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فضلان وحضر عنده القضاة والأعيان. وفيها صدر الصدر بن حمويه رسولا مِنَ الْعَادِلِ إِلَى الْخَلِيفَةِ. وَفِيهَا قَدِمَ وَلَدُهُ الفخر ابن الكامل إلى الْمُعَظَّمِ يَخْطُبُ مِنْهُ ابْنَتَهُ عَلَى ابْنِهِ أَقْسِيسَ صَاحِبِ الْيَمَنِ، فَعُقِدَ الْعَقْدُ بِدِمَشْقَ عَلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>