للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن ما هو فيه قد شغله عن عبادة ربه فانساب ذات ليلة من قصره وأصبح في مملكة غيره وأتى ساحل البحر فكان به يضرب اللبن بالآجر فيأكل ويتصدق بالفضل ولم يزل كذلك حتى رقى أمره إلى ملكهم فأرسل اليه فأبى أن يأتيه فركب اليه الملك فلما رآه ولى هاربا فركض في أثره فلم يدركه فناداه يا عبد الله انه ليس عليك منى بأس فقام حتى أدركه فقال له من أنت رحمك الله فقال أنا فلان بن فلان صاحب مملكة كذا وكذا ففكرت في أمرى فعلمت انما أنا فيه منقطع وأنه قد شغلني عن عبادة ربى ﷿ فتركته وجئت هاهنا أعبد ربى فقال له ما أنت بأحوج لما صنعت منى قال فنزل عن دابته فسيبها وتبعه فكانا جميعا يعبدان الله ﷿ فدعوا الله أن يميتهما جميعا فماتا. قال عبد الله فلو كنت برملية مصر لأريتكم قبورهما بالنعت الّذي نعت لنا رسول الله .

(حديث آخر)

قال البخاري حدثنا أبو الوليد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبى سعيد عن النبي إن رجلا كان قبلكم رغسه الله مالا فقال لبنيه لما حضر أي أب كنت لكم قالوا خير أب قال فانى لم أعمل خيرا قط فإذا مت فاحرقونى ثم اسحقونى ثم اذرونى في يوم عاصف ففعلوا فجمعه الله ﷿ فقال ما حملك فقال مخافتك فتلقاه برحمته ورواه في مواضع أخر ومسلم من طرق عن قتادة به. ثم رواه البخاري ومسلم من حديث ربعي بن حراش عن حذيفة عن النبي بنحوه ومن حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبى هريرة عن النبي بنحوه.

(حديث آخر)

قال البخاري حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبى هريرة عن النبي قال كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا قال فلقى الله فتجاوز عنه وقد رواه في مواضع أخر ومسلم من طريق الزهري به.

(حديث آخر)

قال البخاري حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني مالك عن محمد بن المنكدر عن أبى النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عامر بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد ماذا سمعت من رسول الله في الطاعون قال أسامة قال رسول الله الطاعون رجس أرسل على طائفة من بنى إسرائيل وعلى من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا فرارا منه. قال أبو النضر لا يخرجكم الا فرارا منه

ورواه مسلم من حديث مالك ومن طرق أخر عن عامر بن سعد بن حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا داود بن أبى الفرات حدثنا عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن عائشة قالت سألت رسول الله عن الطاعون أخبرنى أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء من عباده وأن الله جعله رحمة للمؤمنين ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد تفرد به البخاري عن مسلم من هذا الوجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>