للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تدخلوا عليهم» وهذا الحديث اسناده على شرط الصحيحين من هذا الوجه ولم يخرجوه وإنما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أنس بن عياض عن أبى ضمرة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر به. قال البخاري وتابعه أسامة عن عبيد الله. ورواه مسلم من حديث شعيب بن إسحاق عن عبيد الله عن نافع به.

وقال الامام احمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبى الزبير عن جابر قال: لما مر النبي بالحجر قال «لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح فكانت ترد من هذا الفج (١) وتصدر من هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم فعقروها (٢) وكانت تشرب ماءهم يوما ويشربون لبنها يوما فعقروها فاخذتهم صيحة أهمد الله من تحت أديم السماء منهم إلا رجلا واحدا كان في حرم الله» قيل من هو يا رسول الله؟ قال «هو أبو رغال فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه» اسناده صحيح ولم يخرجوه. وقال الإمام احمد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا المسعودي عن إسماعيل بن واسط عن محمد بن أبى كبشة الأنماري عن أبيه قال: لما كان في غزوة تبوك تسارع الناس إلى أهل الحجر يدخلون عليهم، فبلغ ذلك رسول الله فنودي في الناس الصلاة جامعة

قال فأتيت رسول الله وهو ممسك بعيره وهو يقول «ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم» فناداه رجل نعجب منهم؟ قال «أفلا أنبئكم بأعجب من ذلك؟ رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وما هو كائن بعدكم فاستقيموا وسددوا فان الله لا يعبأ بعذابكم شيئا، وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم شيئا» اسناده حسن ولم يخرجوه

وقال يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني عبد الله ابن أبى بكر بن حزم عن العباس بن سهل بن سعد الساعدي - أو عن العباس بن سعد الشك منى - أن رسول الله حين مر بالحجر ونزلها استقى الناس من بئرها فلما راحوا منها قال رسول الله للناس «لا تشربوا من مائها شيئا ولا تتوضئوا منه للصلاة، وما كان من عجين عجنتموه فاعلفوه الإبل ولا تأكلوا منه شيئا، ولا يخرجن أحد منكم الليلة إلا ومعه صاحب له» ففعل الناس ما أمرهم به رسول الله إلا رجلين من بنى ساعدة، خرج أحدهما لحاجته، وخرج الآخر في طلب بعير له فاما الّذي ذهب لحاجته فإنه خنق على مذهبه، وأما الّذي ذهب في طلب بعيره فاحتملته الريح حتى ألقته بجبل طيِّئ، فأخبر رسول الله بذلك فقال: «ألم أنهكم أن يخرج رجل إلا ومعه صاحب له» ثم دعا للذي أصيب على مذهبه فشفى، وأما الآخر فإنه وصل إلى رسول الله من تبوك وفي رواية زياد عن ابن إسحاق أن طيِّئا أهدته إلى رسول الله حين رجع إلى المدينة.

قال ابن إسحاق: وقد حدثني عبد الله بن أبى بكر أن العباس بن سهل سمى له الرجلين لكنه استكتمه إياهما فلم يحدثني بهما. وقد قال الامام احمد حدثنا عفان حدثنا وهيب بن خالد ثنا عمرو


(١) في التيمورية: ترد من هذا الوجه، وتصدر إلخ.
(٢) الضمير راجع الى ناقة صالح وهي آيته.

<<  <  ج: ص:  >  >>