للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ائتني بأهلى، قال الله تعالى: لك ما وعدتك، كل مؤمن ومؤمنة لم يتخذ من دوني أندادا، ومن أقرضنى قربته، ومن توكل عليّ كفيته، ومن سألني أعطيته، ولا ينقص نفقته، ولا ينقص ما يتمنى، لك ما وعدتك، فنعم دار المتقين أنت، قلت: رضيت، فلما انتهينا إلى سدرة المنتهى خررت ساجدا فرفعت رأسي فقلت: يا رب اتخذت إبراهيم خليلا، وكلمت موسى تكليما، وآتيت داود زبورا، وآتيت سليمان ملكا عظيما، قال: فأنى قد رفعت لك ذكرك، ولا تجوز لأمتك خطبة حتى يشهدوا أنك رسولي، وجعلت قلوب أمتك أنا جيل، وآتيتك خواتيم سورة البقرة من تحت عرشي * ثم روى من طريق الربيع بن أنس عن أبى العالية عن أبى هريرة، حديث الأسراء بطوله، كما سقناه من طريق ابن جرير في التفسير، وقال أبو زرعة في سياقه: ثم لقي أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم ﷿، فقال إبراهيم: الحمد لله الّذي اتخذني خليلا، وأعطانى ملكا عظيما، وجعلني أمة قانتا لله محياي ومماتي، وأنقذنى من النار، وجعلها عليّ بردا وسلاما. ثم إن موسى أثنى على ربه فقال: الحمد لله الّذي كلمني تكليما، واصطفاني برسالته وبكلامه، وقربني نجيا، وأنزل عليّ التوراة، وجعل هلاك فرعون على يدي. ثم إن داود أثنى على ربه فقال: الحمد لله الّذي جعلني ملكا وأنزل عليّ الزبور، وألان لي الحديد، وسخر لي الجبال يسبحن معه والطير، وآتاني الحكمة وفصل الخطاب. ثم إن سليمان أثنى على ربه فقال: الحمد لله الّذي سخر لي الرياح والجن والانس، وسخر لي الشياطين يعملون لي ما شئت من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات، وعلمني منطق الطير، وأسال لي عين القطر، وأعطانى ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي. ثم إن عيسى أثنى على الله ﷿ فقال: الحمد لله الّذي علمني التوراة والإنجيل، وجعلني أبرئ الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بأذن الله، وطهرني ورفعني من الذين كفروا، وأعاذنى من الشيطان الرجيم، فلم يكن للشيطان علينا سبيل.

ثم إن محمدا أثنى على ربه فقال: كلكم أثنى على ربه، وأنا مثن على ربى، الحمد لله الّذي أرسلنى رحمة للعالمين: وكافة للناس بشيرا ونذيرا، وأنزل عليّ الفرقان فيه تبيان كل شيء، وجعل أمتى خير أمة أخرجت للناس، وجعل أمتى وسطا، وجعل أمتى هم الأولون وهم الآخرون، وشرح لي صدري، ووضع عنى وزري، ورفع لي ذكرى، وجعلني فاتحا وخاتما. فقال إبراهيم: بهذا فضلكم محمد * ثم أورد إبراهيم الحديث المتقدم فيما رواه الحاكم والبيهقي من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب مرفوعا في قول آدم: يا رب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي، فقال الله: وما أدراك ولم أخلقه بعد؟ فقال: لأني رأيت مكتوبا مع اسمك على ساق العرش: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعرفت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال الله: صدقت يا آدم، ولولا محمد ما خلقتك * وقال بعض الأئمة: رفع الله ذكره، وقرنه

<<  <  ج: ص:  >  >>