منكبيه. قال - يعنى ابن إسحاق - وقد سمعته يحدث به مرارا ما حدث به قط إلا ضحك. وقد رواه البخاري في اللباس، والترمذي في الشمائل، والنسائي في الزينة من حديث إسرائيل به. وقال البخاري: حدثنا أبو نعيم، ثنا زهير، عن أبى إسحاق قال: سئل البراء بن عازب أكان وجه رسول الله ﷺ مثل السيف؟ قال: لا بل مثل القمر، ورواه الترمذي من حديث زهير بن معاوية الجعفي الكوفي عن أبى إسحاق السبيعي واسمه عمرو بن عبد الله الكوفي عن البراء بن عازب به وقال: حسن صحيح. وقال الحافظ أبو بكر البيهقي في الدلائل: أخبرنا أبو الحسن بن الفضل القطان ببغداد، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان، ثنا أبو نعيم وعبد الله، عن إسرائيل، عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة قال له رجل: أكان رسول الله ﷺ وجهه مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل الشمس والقمر مستديرا، وهكذا رواه مسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة عن عبيد الله بن موسى به، وقد رواه الامام أحمد مطولا فقال: ثنا عبد الرزاق، أنا إسرائيل، عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول: كان رسول الله ﷺ قد شمط مقدم رأسه ولحيته، فإذا ادهن ومشطهن لم يتبين، وإذا شعث رأسه تبين، وكان كثير الشعر واللحية، فقال رجل: وجهه مثل السيف؟ قال:
لا، بل مثل الشمس والقمر مستديرا، قال: ورأيت خاتمه عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده.
وقال الحافظ البيهقي: أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو حامد بن بلال، ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، ثنا المحاربي، عن أشعث، عن أبى إسحاق، عن جابر بن سمرة قال: رأيت رسول الله ﷺ في ليلة أضحيان وعليه حلة حمراء فجعلت انظر إليه وإلى القمر فلهو عندي أحسن من القمر، هكذا رواه الترمذي والنسائي جميعا عن هناد بن السري عن عيثر بن القاسم عن أشعث بن سوار، قال النسائي:
وهو ضعيف، وقد أخطأ والصواب أبو إسحاق عن البراء، وقال الترمذي: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث أشعث بن سوار، وسألت محمد بن إسماعيل - يعنى البخاري - قلت: حديث أبى إسحاق عن البراء أصح أم حديثه عن جابر؟ فرأى كلا الحديثين صحيحا، وثبت في صحيح البخاري عن كعب بن مالك في حديث التوبة قال: وكان رسول الله ﷺ إذا سر استنار وجها كأنه قطعة قمر، وقد تقدم الحديث بتمامه، وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا سعيد، ثنا يونس بن أبى يعفور العبديّ، عن أبى إسحاق الهمدانيّ، عن امرأة من همدان سماها. قالت: حججت مع رسول الله ﷺ فرأيته على بعير له يطوف بالكعبة بيده محجن عليه بردان أحمران يكاد يمن منكبه، إذا مر بالحجر استلمه بالمحجن ثم يرفعه إليه فيقبله، قال أبو إسحاق: فقلت لها: شبهته؟ قالت كالقمر ليلة البدر لم أر قبله ولا بعده مثله، وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا عبد الله بن موسى التيمي، ثنا أسامه بن زيد، عن أبى عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: قلت للربيع بنت