ولم تطل مدة إبراهيما … وكان كل أمره سقيما
وأسند الملك إلى مروانا … فكان من أموره ما كانا
وانقرض الملك على يديه … وحادث الدهر سطا عليه
وقتله قد كان بالصعيد … ولم تفده كثرة العديد
وكان فيه حتف آل الحكم … واستنزعت عنهم ضروب النعم
ثم أتى ملك بنى العباس … لا زال فينا ثابت الأساس
وجاءت البيعة من أرض العجم … وقلدت بيعتهم كل الأمم
وكل من نازعهم من أمم … خر صريعا لليدين والفم
وقد ذكرت من تولى منهم … حين تولى القائم المستعصم
أولهم ينعت بالسفاح … وبعده المنصور ذو الجناح
ثم أتى من بعده المهدي … يتلوه موسى الهادي الصفي
وجاء هارون الرشيد بعده … ثم الأمين حين ذاق فقده
وقام بعد قتله المأمون … وبعده المعتصم المكين
واستخلف الواثق بعد المعتصم … ثم أخوه جعفر موفى الذمم
وأخلص النية في المتوكل … لله ذي العرش القديم الأول
فأدحض البدعة في زمانه … وقامت السنة في أوانه
ولم يبق فيها بدعة مضلة … وألبس المعتزلي ثوب ذله
فرحمة الله عليه أبدا … ما غار نجم في السماء أو بدا
وبعده استولى وقام المعتمد … ومهد الملك وساس المقتصد
وعند ما استشهد قام المنتصر … والمستعين بعده كما ذكر
وجاء بعد موته المعتز … والمهتدي الملتزم الأعز
والمكتفي في صحف العلا أسطر … وبعده ساس الأمور المقتدر
واستوثق الملك بعز القاهر … وبعده الراضي أخو المفاخر
والمتقى من بعد ذا المستكفي … ثم المطيع ما به من خلف
والطائع الطائع ثم القادر … والقائم الزاهد وهو الشاكر
والمقتدى من بعده المستظهر … ثم أتى المسترشد الموقر
وبعده الراشد ثم المقتفى … وحين مات استنجدوا بيوسف