أعنى الامام الهادي الصديقا … ثم ارتضى من بعده الفاروقا
ففتح البلاد والأمصارا … واستأصلت سيوفه الكفارا
وقام بالعدل قياما يرضى … بذاك جبار السما والأرض
ورضى الناس بذي النورين … ثم على والد السبطين
ثم أتت كتائب مع الحسن … كادوا بأن يجددوا بها الفتن
فأصلح الله على يديه … كما عزا نبينا إليه
وجمع الناس على معاوية … ونقل القصة كل راويه
فمهد الملك كما يريد … وقام فيه بعده يزيد
ثم ابنه وكان برا راشدا … أعنى أبا ليلى وكان زاهدا
فترك الامرة لا عن غلبه … ولم يكن إليها منه طلبه
وابن الزبير بالحجاز يد أب … في طلب الملك وفيه ينصب
وبالشام بايعوا مروانا … بحكم من يقول كن فكانا
ولم يدم في الملك غير عام … وعافصته أسهم الحمام
واستوثق الملك لعبد الملك … ونار نجم سعده في الفلك
وكل من نازعه في الملك … خر صريعا بسيوف الهلك
وقتل المصعب بالعراق … وسير الحجاج ذا الشقاق
إلى الحجاز بسيوف النقم … وابن الزبير لائذ بالحرم
فجار بعد قتله بصلبه … ولم يخف في أمره من ربه
وعند ما صفت له الأمور … تقلبت بجسمه الدهور
ثم أتى من بعده الوليد … ثم سليمان الفتى الرشيد
ثم استفاض في الورى عدل عمر … تابع أمر ربه كما أمر
وكان يدعى بأشجّ القوم … وذي الصلاة والتقى والصوم
فجاء بالعدل والإحسان … وكف أهل الظلم والطغيان
مقتديا بسنة الرسول … والراشدين من ذوى العقول
فجرع الإسلام كأس فقده … ولم يروا مثلا له من بعده
ثم يزيد بعده هشام … ثم الوليد فت منه الهام
ثم يزيد وهو يدعى الناقصا … فجاءه حمامه معافصا