للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يظمأ بعدها أبدا) قال عيسى يا رب اسقني منها قال (حرام على النبيين أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي وحرام على الأمم أن يشربوا منها حتى يشرب منها أمة ذلك النبي) قال يا عيسى ارفعك إليّ قال رب ولم ترفعني قال (أرفعك ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب ولتعينهم على قتال اللعين الدجال أهبطك في وقت صلاة ثم لا تصلى بهم لأنها مرحومة ولا نبي بعد نبيهم) وقال هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه أن عيسى قال يا رب انبئنى عن هذه الأمة المرحومة قال أمة أحمد هم علماء حكماء كأنهم أنبياء يرضون منى بالقليل من العطاء وأرضى منهم باليسير من العمل وأدخلهم الجنة بلا إله إلا الله. يا عيسى هم أكثر سكان الجنة لأنه لم تذل السن قوم قط بلا إله إلا الله كما ذلت ألسنتهم ولم تذل رقاب قوم قط بالسجود كما ذلت به رقابهم) رواه بن عساكر وروى بن عساكر من طريق عبد الله بن بديل العقيلي عن عبد الله بن عوسجة قال أوحى الله إلى عيسى ابن مريم (أنزلنى من نفسك كهمك واجعلني ذخرا لك في معادك وتقرب إلى بالنوافل أحبك ولا تول غيري فأخذلك اصبر على البلاء وارض بالقضاء وكن لمسرتى فيك فان مسرتي أن أطاع فلا أعصى وكن منى قريبا وأحى ذكرى بلسانك ولتكن مودتي في صدرك تيقظ من ساعات الغفلة واحكم في لطيف الفطنة وكن لي راغبا راهبا وأمت قلبك في الخشية لي وراع الليل لحق مسرتي وأظمئ نهارك ليوم الري عندي نافس في الخيرات جهدك واعترف بالخير حيث توجهت وقم في الخلائق بنصيحتى واحكم في عبادي بعدلي فقد أنزلت عليك شفاء وسواس الصدور من مرض النسيان وجلاء الابصار من غشاء الكلال ولا تكن حلسا كأنك مقبوض وأنت حي تنفس * يا عيسى بن مريم ما آمنت بى خليقة إلا خشعت ولا خشعت لي إلا رجت ثوابي فأشهدك أنها امنة من عقابي ما لم تغير أو تبدل سنتي * يا عيسى ابن مريم البكر البتول ابك على نفسك أيام الحياة بكاء من ودع الأهل وقلا الدنيا وترك اللذات لأهلها وارتفعت رغبته فيما عند إلهه وكن في ذلك تلين الكلام وتفشي السلام وكن يقظان إذا نامت عيون الأبرار حذار ما هو آت من أمر المعاد وزلازل شدائد الأهوال قبل أن لا ينفع أهل ولا مال واكحل عينك بملول الحزن إذا ضحك البطالون وكن في ذلك صابرا محتسبا وطوبى لك ان نالك ما وعدت الصابرين.

رح من الدنيا بالله يوم بيوم وذق مذاقعة ما قد حرب منك أين طعمه وما لم يأتك كيف لذته فرح من الدنيا بالبلغة وليكفك منها الخشن الجشب قد رأيت الى ما يصير اعمل على حساب فإنك مسئول لو رأت عيناك ما أعددت لأوليائى الصالحين ذاب قلبك وزهقت نفسك * وقال أبو داود في كتاب القدر حدثنا محمد بن يحيى بن فارس حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن ابن طاووس عن أبيه قال لقي عيسى بن مريم إبليس فقال أما علمت أنه لن يصيبك إلا ما كتب لك قال إبليس فارق بذروة هذا الجبل فتردى منه فانظر هل تعيش أم لا فقال ابن طاووس

<<  <  ج: ص:  >  >>