للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

داود الطيالسي في مسندة حدثنا شعبة عن أبى حمزة سمعت ابن عباس يقول: إن وفد عبد القيس لما قدم على رسول الله قال «ممن القوم؟» قالوا من ربيعة. قال: «مرحبا بالوفد غير الخزايا ولا الندامى» فقالوا يا رسول الله: إنا حي من ربيعة، وإنا نأتيك شقة بعيدة، وإنه يحول بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، وإنا لا نصل إليك إلا في شهر حرام فمرنا بأمر فصل ندعوا اليه من وراءنا وندخل به الجنة. فقال رسول الله : «آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع، آمركم بالايمان بالله وحده أتدرون ما الايمان بالله شهادة أن ﴿لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ﴾ وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تعطوا من المغانم الخمس، وأنها كم عن أربع، عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت - وربما قال والمقير - فاحفظوهن وادعوا إليهن من وراءكم» وقد أخرجاه صاحبا الصحيحين من حديث شعبة بنحوه،

وقد رواه مسلم من حديث سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن أبى نضرة عن أبى سعيد بحديث قصتهم بمثل هذا السياق، وعنده أن رسول الله قال لاشج عبد القيس «إن فيك لخلتين يحبهما الله ﷿، الحلم والاناة» وفي رواية «يحبهما الله ورسوله» فقال يا رسول [تخلقتهما أم جبلنى الله عليهما؟ فقال: «جبلك الله عليهما» فقال الحمد لله الّذي جبلنى على خلقين يحبهما الله ورسوله (١)].

وقال الامام احمد حدثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم حدثنا مطر بن عبد الرحمن سمعت هند بنت الوازع أنها سمعت الوازع يقول: أتيت رسول الله والأشج المنذر بن عامر - أو عامر بن المنذر - ومعهم رجل مصاب فانتهوا إلى رسول الله فلما رأوا رسول الله وثبوا من رواحلهم فاتوا رسول الله فقبلوا يده، ثم نزل الأشج فعقل راحلته وأخرج عيبته ففتحها فاخرج ثوبين أبيضين من ثيابه فلبسهما، ثم أتى رواحلهم فعقلها فأتى رسول الله فقال: «يا أشج إن فيك خصلتين يحبهما الله ﷿ ورسوله، الحلم والاناة» فقال يا رسول الله أنا تخلقتهما أو جبلنى الله عليهما؟ فقال: «بل الله جبلك عليهما». قال الحمد لله الّذي جبلنى على خلقين يحبهما الله ﷿ ورسوله. فقال الوازع يا رسول الله إن معى خالا لي مصابا فادع الله له فقال: «أين هو آتيني به» قال فصنعت مثل ما صنع الأشج ألبسته ثوبيه وأتيته فاخذ من ورائه يرفعها حتى رأينا بياض إبطه، ثم ضرب بظهره فقال «أخرج عدو الله» فولى وجهه وهو ينظر بنظر رجل صحيح.

وروى الحافظ البيهقي من طريق هود بن عبد الله بن سعد أنه سمع جده مزيدة العبديّ. قال بينما رسول الله يحدث أصحابه إذ قال لهم «سيطلع من ها هنا ركب هم خير أهل المشرق» فقام عمر فتوجه نحوهم فتلقى ثلاثة عشر راكبا، فقال من القوم؟ فقالوا من بنى عبد القيس، قال فما أقدمكم هذه البلاد التجارة؟ قالوا


(١) ما بين المربعين لم يرد في المصرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>