للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جعفر بن أبى طالب عن جدتها أسماء بنت عميس قالت: لما أصيب جعفر وأصحابه دخل عليّ رسول الله وقد دبغت أربعين مناء وعجنت عجيني وغسلت بنى ودهنتهم ونظفتهم، فقال رسول الله «ائتني ببني جعفر» فأتيته بهم فشمهم وذرفت عيناه، فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمى ما يبكيك أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال «نعم أصيبوا هذا اليوم» قالت فقمت أصيح واجتمع إلي النساء وخرج رسول الله إلى أهله فقال «لا تغفلوا عن آل جعفر أن تصنعوا لهم طعاما فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم». وهكذا رواه الامام أحمد من حديث ابن إسحاق ورواه ابن إسحاق من طريق عبد الله بن أبى بكر عن أم عيسى عن أم عون بنت محمد بن جعفر عن أسماء فذكر الأمر بعمل الطعام، والصواب أنها أم جعفر وأم عون.

وقال الامام أحمد حدثنا سفيان ثنا جعفر بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال: لما جاء نعى جعفر حين قتل قال النبي «اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم أمر يشغلهم، أو أتاهم ما يشغلهم» وهكذا رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة من حديث سفيان بن عيينة عن جعفر بن خالد بن سارة المخزومي المكيّ عن أبيه عن عبد الله بن جعفر وقال الترمذي حسن. ثم

قال محمد بن إسحاق حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة زوج النبي قالت: لما أتى نعى جعفر عرفنا في وجه رسول الله الحزن، قالت فدخل عليه رجل فقال يا رسول الله [إن النساء] عييننا وفتننا، قال «أرجع إليهن فاسكتهن» قالت فذهب ثم رجع فقال له مثل ذلك، قالت [يقول] وربما ضر التكلف - يعنى أهله -[قالت قال فاذهب] فأسكتهن فان أبين فاحثوا في أفواههنّ التراب» قالت [وقلت في نفسي أبعدك الله فو الله ما تركت نفسك وما أنت بمطيع رسول الله ، قالت وعرفت أنه لا يقدر يحثى في أفواههنّ التراب. انفرد به ابن إسحاق من هذا الوجه وليس في شيء من الكتب

وقال البخاري ثنا قتيبة ثنا عبد الوهاب سمعت يحيى بن سعيد قال أخبرتنى عمرة قالت سمعت عائشة تقول: لما قتل زيد بن حارثة وجعفر بن أبى طالب وعبد الله بن رواحة جلس رسول الله يعرف في وجهه الحزن، قالت عائشة وأنا اطلع من صائر الباب - شق - فأتاه رجل فقال: أي رسول الله إن نساء جعفر وذكر بكاءهن، فأمره أن ينهاهن قالت فذهب الرجل ثم أتى فقال والله لقد غلبننا، فزعمت أن رسول الله قال «فاحث في أفواههنّ من التراب» قالت عائشة فقلت أرغم الله أنفك، فو الله ما أنت تفعل ذلك وما تركت رسول الله من العناء. وهكذا رواه مسلم وأبو داود والنسائي من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة عنها.

وقال الإمام أحمد حدثنا وهب بن جرير ثنا أبى سمعت محمد بن أبى يعقوب يحدث عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر قال: بعث رسول الله جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة، وقال «إن قتل زيد أو استشهد فأميركم جعفر، فان قتل أو استشهد

<<  <  ج: ص:  >  >>