ثم قلت له: هل أخزاك الله يا عدو الله؟ قال وبماذا أخزانى؟ قال اعمد من رجل قتلتموه أخبرنى لمن الدائرة اليوم؟ قال قلت لله ولرسوله.
قال ابن إسحاق: وزعم رجال من بنى مخزوم أن ابن مسعود كان يقول قال لي: لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعى الغنم، قال ثم احتززت رأسه ثم جئت به رسول الله ﷺ فقلت: يا رسول الله هذا رأس عدو الله. فقال «الله الّذي لا إله غيره؟». وكانت يمين رسول الله ﷺ فقلت نعم! والله الّذي لا إله غيره ثم ألقيت رأسه بين يدي رسول الله ﷺ فحمد الله. هكذا ذكر ابن إسحاق ﵀. وقد ثبت
في الصحيحين من طريق يوسف بن يعقوب بن الماجشون عن صالح بن إبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف. قال إني لواقف يوم بدر في الصف فنظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة صفاتهما، فتمنيت أن أكون بين أظلع منهما فغمزني أحدهما فقال: يا عم أتعرف أبا جهل؟ فقلت نعم وما حاجتك اليه؟ قال أخبرت أنه يسب رسول الله ﷺ والّذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا فتعجبت لذلك فغمزني الآخر فقال لي أيضا مثلها، فلم أنشب ان نظرت إلى أبى جهل وهو يجول في الناس فقلت ألا تريان؟ هذا صاحبكم الّذي تسألان عنه فابتدراه لسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى النبي ﷺ فأخبراه فقال «أيكما قتله». قال كل منهما أنا قتلته. قال «هل مسحتما سيفيكما؟» قالا: لا. قال فنظر النبي ﷺ في السيفين فقال:«كلاهما قتله» وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح - والآخر معاذ بن عفراء. وقال البخاري حدثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده. قال قال عبد الرحمن: إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت فإذا عن يميني وعن يسارى فتيان حديثا السن فكأني لم آمن بمكانهما إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه: يا عم أرنى أبا جهل، فقلت يا ابن أخى ما تصنع به؟ قال عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه، وقال لي الآخر سرا من صاحبه مثله، قال فما سرني أننى بين رجلين مكانهما فأشرت لهما اليه فشدا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه وهما ابنا عفراء.
وفي الصحيحين أيضا من حديث أبى سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ﷺ«من ينظر ماذا صنع أبو جهل» قال ابن مسعود: أنا يا رسول الله فانطلق فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد. قال فأخذ بلحيته قال فقلت أنت أبو جهل؟ فقال وهل فوق رجل قتلتموه - أو قال قتله قومه - وعند البخاري عن أبى أسامة عن إسماعيل ابن قيس عن ابن مسعود أنه أتى أبا جهل فقال: هل أخزاك الله؟ فقال هل أعمد من رجل قتلتموه وقال الأعمش عن أبى إسحاق عن أبى عبيدة عن عبد الله قال انتهيت إلى أبى جهل وهو صريع وعليه بيضة ومعه سيف جيد. ومعى سيف رديء فجعلت أنقف رأسه بسيفي وأذكر نقفا كان ينقف