للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى المدينة، وأن يبعث لقتال الأعراب غيره ممن يؤمره من الشجعان الأبطال، فأجابهم إلى ذلك، وعقد لهم الألوية لأحد عشر أميرا، على ما سنفصله قريبا إن شاء الله *

وقد روى الدار قطنى من حديث عبد الوهاب بن موسى الزهري عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر قال: لما برز أبو بكر إلى القصة واستوى على راحلته، أخذ على بن أبى طالب بزمامها وقال: إلى أين يا خليفة رسول الله؟ أقول لك ما قال رسول الله يوم أحد: لم سيفك ولا تفجعنا بنفسك، وارجع إلى المدينة، فو الله لئن فجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبدا، فرجع * هذا حديث غريب من طريق مالك،

وقد رواه زكريا الساجي من حديث عبد الوهاب بن موسى بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف [و] الزهري أيضا عن أبى الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

خرج أبى شاهرا سيفه راكبا على راحلته الى وادي القصة، فجاء على بن أبى طالب فأخذ بزمام راحلته فقال: إلى أين يا خليفة رسول الله؟ أقول لك ما قال رسول الله يوم أحد: لم سيفك ولا تفجعنا بنفسك فو الله لئن أصبنا بك لا يكون للإسلام بعدك نظام أبدا، فرجع وأمضى الجيش * وقال سيف بن عمر عن سهل بن يوسف عن القاسم بن محمد: لما استراح أسامة وجنده، وقد جاءت صدقات كثيرة تفضل عنهم، قطع أبو بكر البعوث، وعقد الألوية: فعقد أحد عشر لواء، عقد لخالد بن الوليد وأمره بطليحة ابن خويلد، فإذا فرغ سار إلى مالك بن نويرة بالبطاح إن أقام له. ولعكرمة بن أبى جهل، وأمره بمسيلمة. وبعث شرحبيل بن حسنة في أثره إلى مسيلمة الكذاب، ثم إلى بنى قضاعة. وللمهاجر بن أبى أمية، وأمره بجنود العنسيّ ومعونة الأبناء على قيس بن مكشوح * قلت: وذلك لانه كان قد نزع يده من الطاعة، على ما سيأتي. قال: ولخالد بن سعيد بن العاص إلى مشارف الشام. ولعمرو بن العاص إلى جماع قضاعة ووديعة والحارث. ولحذيفة بن محصن الغطفانيّ وأمره بأهل دبا وبعرفجة وهرثمة وغير ذلك. ولطرفة بن حاجب وأمره ببني سليم ومن معهم من هوازن. ولسويد بن مقرن، وأمره بتهامة اليمن. وللعلاء بن الحضرميّ، وأمره بالبحرين * وقد كتب لكل أمير كتاب عهده على حدته، ففصل كل أمير بجنده من ذي القصة، ورجع الصديق إلى المدينة، وقد كتب معهم الصديق كتابا الى الرَّبَذَة وهذه نسخته «بسم الله الرحمن الرحيم. من أبى بكر خليفة رسول الله إلى من بلغه كتابي هذا، من عامة وخاصة، أقام على إسلامه أو رجع عنه، سلام على من اتبع الهدى، ولم يرجع بعد الهدى الى الضلالة والهوى، فانى أحمد الله إليكم الّذي لا إله إلا هو، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، نقر بما جاء به، ونكفر من أبى ذلك ونجاهده. أما بعد فأن الله أرسل بالحق من عنده، الى خلقه بشيرا ونذيرا، وداعيا الى الله بأذنه وسراجا منيرا، لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، فهدى الله بالحق من

<<  <  ج: ص:  >  >>