إشارة إلى ثقل النوم، فإن المسامع هي موارد الانتباه، وخصّ البول لأنه أسهل مدخلاً في التجاويف، وأسرع نفوذًا في العروق، فيورث الكسل في جميع الأعضاء. قاله في "الفتح" (١). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
المسألة الأولى: في درجته: حديث عبد اللَّه بن مسعود - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا متفق عليه.
المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنف له:
أخرجه هنا-٥/ ١٦٠٨ - وفي "الكبرى" ٧/ ١٣٠٢ - بالإسناد المذكور، وفي ٥/ ١٦٠٩ - عن عمرو بن عليّ، عن عبد العزيز بن عبد الصمد، عن منصور به. واللَّه تعالى أعلم.
المسألة الثالثة: فيمن أخرجه معه:
أخرجه (خ) ٢/ ٦٦ و ٤/ ١٤٨ (م) ٢/ ١٨٧ (ق) ١٣٣٠ (أحمد) ١/ ٣٧٥ و ١/ ٤٢٧ (ابن خزيمة). ١١٣٠ واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
١٦٠٩ - أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ, قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ, عَنْ أَبِي وَائِلٍ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ, أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنَّ فُلَانًا نَامَ عَنِ الصَّلَاةِ الْبَارِحَةَ, حَتَّى أَصْبَحَ, قَالَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ, بَالَ فِي أُذُنَيْهِ».
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث متفق عليه، وهذا طريق آخر لحديث ابن مسعود - رضي اللَّه عنه - المذكور قبله، تقدم الكلام عليه.
وعمرو بن عليّ: هو الفلاّس البصريّ المثبت الحافظ [١٠]. ٤/ ٤. وعبد العزيز بن عبد الصمد: هو العَمّيّ، أبو عبد اللَّه البصريّ، ثقة حافظ، من كبار [٩] ١٧/ ١٥٥١.
وقوله: "البارحة": هي أقرب ليلة مضت قاله المجد. وقال الفيّوميّ: العرب تقول قبل الزوال: فعلنا الليلةَ كذا لقربها من وقت الكلام، وتقول بعد الزوال: فعلنا البارحةَ انتهى.
وقوله: "ذاك" مبتدأ، وقوله: "شيطان" مبتدأ ثان، سوغ الابتداء به مع تنكيره كونه فاعلا في المعنى، وجملة "بال في أذنيه" خبر للمبتدإ الثاني، والجملة خبر للأول. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
(١) -"فتح" ج ٣ ص ٣٣٨.