١٦١٠ - أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى, عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ, قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَعْقَاعُ, عَنْ أَبِي صَالِحٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً قَامَ مِنَ اللَّيْلِ, فَصَلَّى, ثُمَّ أَيْقَظَ امْرَأَتَهُ, فَصَلَّتْ, فَإِنْ أَبَتْ, نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ, وَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً, قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ, فَصَلَّتْ, ثُمَّ أَيْقَظَتْ زَوْجَهَا, فَصَلَّى, فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ».
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (يعقوب بن إبراهيم) الدَّوْرقيّ أبو يوسف البغداديّ، ثقة حافظ [١٠] ٢١/ ٢٢.
٢ - (يحيى) بن سعيد القطّان البصريّ الإمام الحجة المثبت [٩] ٤/ ٤.
٣ - (ابن عجلان) محمد المدني، صدوق [٥] ٣٦/ ٤٠.
٤ - (القعقاع) بن حكيم الكنانيّ المدنيّ، ثقة [٤] ٣٦/ ٤٠.
٥ - (أبو صالح) ذكوان السمّان الزيات المدني، ثقة ثبت [٣] ٣٦/ ٤٠.
٦ - (أبو هريرة) - رضي اللَّه تعالى عنه - ١/ ١. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه، فبغداديّ، ويحيى، فبصريّ. (ومنها): أن فيه ثلاثة من التابعيين يروي بعضهم عن بعض: ابن عجلان، عن القعقاع، عن أبي صالح. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ) - رضي اللَّه تعالى عنه -، أنه (قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -:"رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً) هذا إخبار من الصادق المصدوق - صلى اللَّه عليه وسلم - باستحقاق الشخص الفاعل لذلك الرحمة، أو دعاء منه له بها، وثناء بحسن ما فعله (قَامَ مِنَ اللَّيْلِ) "من" بمعنى "في"، أو هي للتبعيض، والجملة في محل نصب صفة لـ "رجلا" (فَصَلَّى) أي صلاة الليل، أو أعمّ من ذلك (ثُمَّ أَيْقَظَ امْرَأَتَهُ) أي نبهها من نومها بالحكمة، والموعظة الحسنة (فَصَلَّتْ، فَإِنْ أَبَتْ) أي امتنعت من القيام لثقل نومها, لا لعذر شرعيّ من حيض، أو مرض (نَضَحَ) من باب نفع: أي رشّ (فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ) خص الوجه بالنضح, لأن رشّه يُذهب النوم أكثر من غيره (وَرَحِمَ اللَّه امْرَأَةَ، قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ، فَصَلَّتْ، ثُمَّ أَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَصَلَّى، فَإن أَبَى نَضَحَت فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ") فيه أن هذا لا يدخل في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: ٥٨]، بل