قلت: لست عن هذا أسأل، إنما أسألك عن صامت المال، قال: ما أصبح لا أمسى، وما أمسى لا أصبح، قال: قلت: يا أبا ذر مالك ولإخوتك قريش؟ قال: واللَّه لا أسألهم دنيا , ولا أستفتيهم عن دين اللَّه تبارك وتعالى، حتى ألقى اللَّه ورسوله، ثلاثا يقولها. وهذا إسناد صحيح، يشهد للأول.
والحاصل أن حديث أبي ذرّ - رضي اللَّه تعالى عنه - المذكور في الباب صحيح. واللَّه تعالى أعلم.
المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنف له:
أخرجه هنا-٧/ ١٦١٦ و ٧٥/ ٢٥٧٠ وفي "الكبرى" ١٣/ ١٣١٤ - بالإسناد المذكور. واللَّه تعالى أعلم.
منها: ما ترجم له المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، فضل صلاة الليل في السفر. ومنها: استحباب التملّق للَّه تعالى بتلاوة القرآن، والدعاء، والتضرّع. ومنها: إثبات صفة المحبة للَّه تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته، ومثله صفة البغض. ومنها: فضل صدقة السرّ. ومنها: فضل القتال عند إنهزام الجيش، والمصابرة على العدوّ حتى يُستشهد، أو يأتي الفتح من اللَّه تعالى.
ومنها: كون الزنى من الشيخ العاجز أقبح من غيره، وإنما كان كذلك، لضعف دواعيه، حيث كانت شهوته ضعيفة، فيدل على أن الحامل له عليه مجرد عدم المبالاة بالمحرّمات، ومثله الفقير المختال، أي المتكبر، والغني الظلوم، فما حمل هؤلاء على هذه المعاصي إلا مجرّد الاستهانة بأمر اللَّه تعالى ونهيه، حيث كانت الأسباب الداعية لهم إلى الوقوع في المعاصي ضعيفة، فاستحقّوا البغض من اللَّه تعالى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".