للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(وَيَتْلُو آيَاتيْ) أي يقرأ القرآن (وَرَجُلٌ) هذا لا يحتاج إلى تقدير مضاف (كَانَ فِي سَرِيَّةِ) فعِيلة بمعنى فاعلة: القطعة من الجيش، سميت بذلك لأنها تَسري في خُفية، والجمع سَرَايَا، وسَرِيّات، مِثل عطيّة، وعَطَايَا، وعَطِيّات. قاله في "المصباح".

(فَلَقُوا الْعَدُوَّ، فَانْهْزَمُوا، فَأقْبَلَ بِصَدْرِهِ) تأكيد للإقبال؛ لأنه لا يكون إلا بالصدر (حَتَّى يُقْتَلَ) بالبناء للمفعول أي حتى يُسْتَشْهَد في سبيل اللَّه (أَوْ يُفْتَحَ لَهُ) أي بغلبته على العدوّ.

زاد في الرواية المذكورة: "والثلاثة الذين يُبغضهم اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-: الشيخُ الزاني، والفقير المختالُ، والغني الظلوم" .. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّّق بهذا الحديث:

المسألة الأولى: في درجته: حديث أبي ذرّ - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا صحيح.

[فإن قلت]: كيف يصحّ، وفي سنده زيد بن ظبيان، وهو مجهول الحال، لم يرو عنه غير رِبْعيّ بن حِرَاش؟.

[قلت]: زيد وثقه ابن حبان، وصحح حديثه هذا، وصححه أيضًا الترمذيّ [٢٥٦٨] وابن خزيمة [٢٤٥٦]، والحاكم [ج ٢ ص ١١٣]، ووافقه الذهبيّ، وهو كما قالوا، فقد رواه أحمد في "مسنده" [جـ٥ ص ١٧٦] قال:

٢١٠٢ - حدثنا يزيد، أخبرنا الأسود بن شيبان، عن يزيد أبي العلاء، عن مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير، قال: بلغني عن أبي ذر حديث، فكنت أحب أن ألقاه، فلقيته، فقلت له: يا أبا ذر بلغني عنك حديث، فكنت أحب أن ألقاك، فأسألَك عنه، فقال: قد لقيت فأسأل، قال: قلت: بلغني أنك تقول: سمعت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يقول: "ثلاثة يحبهم اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-، وثلاثة يبغضهم اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-"، قال: نعم، فما أَخَالني أكذب على خليلي محمد - صلى اللَّه عليه وسلم -، ثلاثا يقولها، قال: قلت: مَن الثلاثة الذين يحبهم اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-؟، قال: "رجل غزا في سبيل اللَّه، فلقي العدو مجاهدا محتسبا، فقاتل حتى قتل، وأنتم تجدون في كتاب اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} [الصف: ٤]، ورجل له جار يؤذيه، فيصبر على أذاه، ويحتسبه حتى يكفيه اللَّه إياه بموت، أو حياة، ورجل يكون مع قوم، فيسيرون حتى يشق عليهم الكَرَى، أو النعاس، فينزلون في آخر الليل، فيقوم إلى وضوئه وصلاته"، قال: قلت: مَن الثلاثة الذين يبغضهم اللَّه؟، قال: "الفخور المختال، وأنتم تجدون في كتاب اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: ١٨]، والبخيل المنان، والتاجر، والبَيّاع الْحَلاّف"، قال: قلت: يا أبا ذر، ما المال؟ قال: فرق لنا وذود، يعني بالفرق غنما يسيرة، قال: