على أن الوهم فيه من أبي إسحاق، فلعله ساء فيه حفظه، فنسي هل هو الحسن، أو الحسين، والعمدة في كونه الحسن على رواية يونس بن أبي إسحاق، عن بُرَيد بن أبي مريم، وعلى رواية شعبة عنه، كما تقدّم.
ثم إن الزيادة، وهي قوله: "ولا يعزّ من عاديت"- رواها الطبراني أيضًا من حديث
شريك، وزهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، ومن حديث أبي الأحوص، عن أبي إسحاق. ثم أخرجه الحافظ بإسناد له متصل، وفيه تلك الزيادة. راجع "التلخيص" (١). (تَبَارَكْتَ رَبَّنَا) أي تزايد برّك، وإحسانك، وزاد الترمذي قبل "تباركت" لفظ "سبحانك" (وَتَعَالَيْتَ") أي تنزّهت عما لا يليق بجلالك. واللَّه تعالى أعلم بالصواب،
وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
المسألة الأولى: في درجته: حديث الحسن بن علي - رضي اللَّه عنهما - هذا صحيح.
المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنف له:
أخرجه هنا- ٥١/ ١٧٤٥ - وفي "الكبرى"- ٦٤/ ١٤٤٢ - بالإسناد المذكور، وفي ١٧٤٦ و"الكبرى" ١٤٤٣ - وفي "فضائل القرآن" من "الكبرى" ٦٢/ ٨١٠١ - بالإسناد التالي، واللَّه تعالى أعلم.
المسألة الثالثة: فيمن أخرجه معه:
أخرجه (د) ١٤٢٥ و ١٤٢٦ (ت) ٤٦٤ (ف) ١١٧٨ (أحمد) ١/ ١٩٩ و ١/ ٢٠٠ و٥/ ٢٠٠ (الدارمي) ١٥٩٩ و ١٦٠٠ و ١٦٠١ (ابن خزيمة) ١٠٩٥ و ١٠٩٦ واللَّه تعالى أعلم.
المسألة الرابعة: في اختلاف العلماء في قنوت الوتر:
قال الإمام ابن المنذر -رحمه اللَّه تعالى-: لم نجد في هذا الباب خبرًا أعلى من خبر بُريد، عن أبي الْحَوْراء، عن الحسن -يعني حديث الباب- قال: وقد اختلف أهل العلم في القنوت في الوتر، فرأت طائفة أن يقنت في السنة كلها في الوتر، وممن رأى ذلك عبد اللَّه بن مسعود، والحسن البصريّ، وإبراهيم النخعيّ، وإسحاق، وأبو ثور.
وذهبت طائفة إلى أن لا يقنت إلا في النصف الثاني من شهر رمضان، رُوي ذلك عن علي بن أبي طالب، وأُبيّ بن كعب، وكان ابن عمر يفعله، وكذا معاذ القارىء. وبه قال محمد بن سيرين، وسعيد بن أبي الحسن، ويحيى بن وثّاب، والزهريّ، وبه قال مالك
(١) - "التخليص الحبير" ج ١ ص٤٤٩. الطبعة الجديدة