للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وثقه أحمد، وابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو داود، والعجلي. وقال النسائيّ: ليس به بأس. وذكره ابن حبّان في "الثقات"، قال: وكان يخطىء. روى له الجماعة، وله عند المصنف في هذا الكتاب أربعة أحاديث فقط.

٢ - (قتادة) بن دعامة السدوسي البصري، ثقة ثبت مدلس [٤] ٣٠/ ٣٤.

٣ - (عبد اللَّه بن بريدة) بن الحُصيب الأسلميّ المروزيّ، ثقة [٣] ٢٥/ ٣٩٣.

٤ - (أبوه) بُريدة بن الحصيب الأسلميّ، أبو سهل الصحابي المشهور، أسلم - رضي اللَّه عنه - قبل بدر - رضي اللَّه عنه -، ثم نزل مرو مات سنة (٦٣) ١٠١/ ١٣٣ وشيخ المصنف، ويحيى القطان تقدما قريبا. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سداسيات المصنف، وأن رجاله كلهم رجال الصحيح، وفيه رواية تابعيّ، عن تابعي، ورواية الابن، عن أبيه. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ) - رضي اللَّه عنه - (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - قَالَ: (مَوتُ الْمُؤْمِنِ، بِعَرَقِ الْجَبِينِ) "العَرَق"-بفتحتين-: ما جَرَى من أصول الشَّعَر، من ماء الجِلْد، اسم جنس، لا يجمع. قاله في "اللسان". و"الجَبِين"-بفتح، فكسر- ناحية الجَبْهَة، من مُحاذاة النَّزَعَة (١) إلى الصُّدْغ، وهما جبينان عن يمين الجبهة، وشمالها، قاله الأزهريّ، وابن فارس، وغيرهما، فتكون الجبهة بين جَبِينين، وجمعه جُبُن -بضمتين، مثل بَرِيد وبُرُد، وأَجْبِنة، مثلُ أسلحة. قاله في "المصباح".

قال الحاَفظ العراقي -رحمه اللَّه تعالى- في "شرح الترمذيّ": اختُلف في معنى هذا الحديث، فقيل: إن عَرَقَ الجبين يكون لما يعالج من شدّة الموت، وعليه يدلّ حديث ابن مسعود - رضي اللَّه عنه -، قال أبو عبد اللَّه القرطبيّ: وفي حديث ابن مسعود: "موت المؤمن بعرق الجبين، يبقى عليه البقيّة من الذنوب، فيجازَى بها عند الموت، أو يُشدّد ليتمحّص عنه ذنوبه". هكذا ذكره في "التذكرة"، ولم ينسبه إلى من خرّجه من أهل الحديث.

وقيل: إن عرق الجبين يكون من الحياء، وذلك أن المؤمن إذا جاءته البشرى، مع ما كان قد اقترف من الذنوب، حصل له بذلك خَجَل، واستحياءٌ من اللَّه تعالى، فيَعْرَق بذلك جبينه. قال القرطبيّ في "التذكرة": قال بعض العلماء: إنما يَعرَق جبينه حياءً من ربّه، لما اقترف من مخالفته، لأن ما سفل منه قد مات، وإنما بقيت قوى الحياة،


(١) - النَّزَعة" بفتحتين: موضع انحسار الشعر عن جانبي الجبهة. قاله في "المصباح".