قَالَتْ: "مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَإِنَّهُ لَبَيْنَ حَاقِنَتِي, وَذَاقِنَتِي, فَلَا أَكْرَهُ شِدَّةَ الْمَوْتِ لأَحَدٍ أَبَدًا, بَعْدَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -".
رجال هذا الإسناد: سبعة:
١ - (عمرو بن منصور) النسائيّ، الثقة الثبت [١١] ١٠٨/ ١٤٧.
٢ - (عبد اللَّه بن يوسف) التنّيسيّ ثقة متقن، من كبار [١٠] ١٧/ ١٥٤٠.
٣ - (الليث) بن سعد الإمام المصريّ الحافظ الحجة الثبت [٧] ٣١/ ٣٥.
٤ - (ابن الهاد) يزيد بن عبد اللَّه بن أسامة بن الهاد الليثيّ المدنيّ، ثقة مكثر [٥] ٧٣/ ٩٠.
٥ - (عبد الرحمن بن القاسم) بن محمد بن أبي بكر التيميّ الثبت الفاضل الحجة المدنيّ [٦] ١٢٠/ ١٦٦.
٦ - (أبوه) هو: القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي المدنيّ الثبت الفاضل أحد الفقهاء السبعة [٣] ١٢٠/ ١٦٦.
٧ - (عائشة) - رضي اللَّه عنها - ٥/ ٥. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سباعيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، وفيه رواية كبير عن صغير، فإن ابن الهاد من الطبقة الخامسة، وعبد الرحمن من السادسة، وفيه أحد الفقهاء السبعة، وهو القاسم بن محمد بن أبي بكر، وفيه رواية الابن عن أبيه، عن عمته، وفيه عائشة - رضي اللَّه تعالى - عنها من المكثرين السبعة. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ عَائِشَةَ) - رضي اللَّه عنها -، أنها (قَالَتْ: "مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، وَإِنَّهُ) الواو للحال، أي والحال أنه - صلى اللَّه عليه وسلم - (لَبَيْنَ حَاقِنَتي، وَذَاقِنَتِي) وفي رواية للبخاريّ من هذا الوجه: "مات ورأسه بين حاقنتي وذاقنتي"، وفي رواية له منِ طريق ذَكْوَان، عنها: "توفّي في بيتي، وفي يومي، وبين سَحْري، ونَحْري، وإن اللَّه جمع بين ريقي وريقه (١) عند موته في آخر يوم من الدنيا". و"الحاقنة" -بالمهملة والقاف-: ما سفل من الذَّقَن، و"الذاقنة": ما علا منه، أو "الحاقنة": نُقْرَة التَّرْقُوة، وهما حاقنتان، ويقال: إن الحاقنة: المطمئنّ من الترقوة والحلق. وقيل: ما دون الترقوة من الصدر. وقيل: هى تحت السرّة. وقال ثابت: الذاقنة طرف الحلقوم.
(١) - سيأتي تفسير جمع الريق في رواية ذكوان الذي سأورده عن "صحيح البخاريّ"، إن شاء اللَّه تعالى.