قاله في "اللسان" أي إلى موضع محلّ قطع أجله، ذكره الطيبيّ. قال السنديّ: ويحتمل أن المراد إلى منتهى سفره، ومشيه (فِي الْجَنَّةِ) متعلق بـ "قيس"، وظاهره أنه يعطى له في الجنة هذا المقدار، لأجل موته غريبًا. وقيل: المراد أنه يُفسح له في قبره بهذا المقدار، لكن احتمال النصّ لهذا المعنى بعيد، فالاحتمال الأول هو الصواب.
واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلقان بهذا الحديث:
المسألة الأولى: في درجته:
حديث عبد اللَّه بن عمرو - رضي اللَّه عنه - هذا ضعّفه المصنف، ونصه في "الكبرى": قال لنا أبو عبدالرحمن: حُيي بن عبد اللَّه ليس ممن يُعتمد عليه، وهذا الحديث عندنا غير محفوظ، واللَّه أعلم، لأن الصحيح عن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "من استطاع منكم أن يموت بالمدينة، فإني أشفع لمن مات بها" انتهى (١).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الحديث الذي ذكره أخرجه أحمد، والترمذيّ، وابن ماجه بإسناد صحيح عن ابن عمر - رضي اللَّه عنهما -، قال: قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "من استطاع أن يموت بالمدينة، فليمت بها، فإني أشفع لمن يموت بها". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أيوب السختياني. انتهى. واللَّه تعالى أعلم.
المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه: