للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تابعي أهل البصرة، وقالا: توفي بعد الثمانين.

وله عند أبي داود، والترمذي حديث أبي موسى في خلق آدم، وعند المصنّف حديث الباب فقط.

٦ - (أبو هريرة) - رضي اللَّه عنه - ١/ ١. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سداسيات المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها). مسلسل بثقات البصريين، غير شيخه، فسرخسيّ، وأبي هريرة فمدنيّ. (ومنها): أن فيه رواية تابعي، عن تابعيّ، والابن عن أبيه. ومنها: أن فيه أبا هريرة - رضي اللَّه عنه - رأس المكثرين السبعة، روى (٥٣٧٤) حديثًا، وهو نقيب أهل الصُّفة - رضي اللَّه عنهم - واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي اللَّه عنه - (أَنَّ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، قَالَ: إِذَا حُضِرَ الْمُؤْمِنْ) بالبناء للمفعول، أي حضره الموت، وفي رواية الحاكم: "إذا احتُضر"، وفي رواية ابن حبّان: "إذا قُبض" (أَتَتْهُ مَلَاِئكَةُ الرَّحْمَةِ بِحَرِيرَة بَيْضَاءَ) أي لتَلُفّ فيها روحه، وترفَعَهَا إلى السماء، ففي رواية أبي حاتم: "أن المؤمن إذا حضره الموت حضرته ملائكة الرحمة، فإذا قُبض جُعلت روحه في حريرة بيضاء، فيُنطَلَقُ بها إلى باب السماء … " (فَيَقُولُونَ) أي ملك الموت وأعوانه (اخْرُجِي) أي من جسدك الطيّب، والخطاب للنفس، فيستقيم هذا الخطاب مع عموم المؤمن للذكر والأنثى، وفيه دلالة على أن الروح جسم لطيف، يوصف بالدخول والخروج، والصعود، والنزول (رَاضِيَةً) أي عن اللَّه سابقًا، وبثواب اللَّه لا حقًا (مَرْضِيًّا عَنْكِ) بكسر الكاف على خطاب النفس، أي حال كون اللَّه تعالى راضيا عنكِ أوّلا وآخرًا (إِلَى رَوْح اللَّهِ) بفتح الواء، أي رحمته، أو راحة منه (وَرَيْحَانٍ) أي رزق، أو طيب، والتنوين للتعَظيم والتكثير (وَرَبِّ) أي وإلى لقاء ربّ (غَيْرِ غَضْبَانَ، فَتَخْرُج، كَأَطْيَبِ رِيحِ الْمِسْكِ) في محل نصب على الحال، أي حال كونه مثل أطيب ريح المسك، وقيل: صفة مصدر محذوف، أي خروجًا كخروج أطيب ريح المسك، يعني تخرج خروجًا مثل خروج أطيب ريح المسك (حَتَّى إنَّهُ) أي روح المؤمن، ولعل تذكيره باعتبار أنه شخص، أو شيء. واللَّه تعالى أعلم. وفي رواية الحاكم جـ١ ص٣٥٣ من طريق معمر، عن قتادة: "حتى إنهم"، والضمير للملائكة (لَيُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا) أي يتداولونه، ويصعدون به من يد إلى يد تكريما وتعظيمًا، لا ضجرًا وتعبًا، وفي نسخة: "ليتناوله"، وعليه فيكون "بعضًا" منصوبا بنزع الخافض: أي من بعض (حَتَى يَأْتُونَ بِهِ) بإثبات نون الرفع بعد "حتى" على تأويله بحكاية الحال على حدّ: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ