للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الرَّسُولُ} في قراءة نافع بالرفع، وإنما ينصب المضارع بعد "حتى" بـ "أن" مضمرة وجوبا إذا كان مستقبلاً، كما قال ابن مالك في "الخلاصة":

وَبَعْدَ "حَتَّى" حَالاً أَوْ مُؤَوَّلاً … بِهِ ارْفَعَنَّ وَانْصِبِ الْمُسْتَقْبَلَا

وفي رواية الحاكم المذكورة: "يشمُّونه حتى يأتوا به … " (بَابَ السَّمَاءِ) أي إلى أن يأتوا به باب السماء، وفي رواية: "أبواب السماء"، أي بابا بعد باب، وهو غاية للمناولة (فَيَقُولُونَ) أي بعض ملائكة السماء لبعض على جهة التعجّب من غاية عظمة طيبه (مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرِّيحَ، الَّتِي جَاءَتْكُمْ مِنَ الأَرْضِ، فَيَأْتُونَ بِهِ) وفي نسخة: "ويأتون" بالواو، وفي رواية الحاكم المذكورة: "فكلما أتوا سماء قالوا ذلك حتى يأتوا به … " (أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ) منصوب بنزع الخافض، أي إلى مقرّ أرواحهم في علّيّين (فَلَهُمْ أشَدُّ فَرَحًا) الضمير للمؤمنين، أو لأرواحهم، قال الطيبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: اللام المفتوحة لام ابتداء مؤكدة، نحو قوله تعالى: {لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} و"هم" مبتدأ، و"أشدّ" خبره، ولا يبعد أن تكون اللام جارّة، والتقدير: لهم فرحٌ هو أشدّ فرحًا على توصيف الفرح بكونه فرحًا على المجاز، فيكون الفرح فَرِحًا على سبيل المبالغة انتهى.

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الوجه الثاني تكلّف، والأول هو الصحيح، ويؤيده رواية الحاكم بلفظ: "فلهم أفرح به … " (بِهِ) أي بقدومه (مِنْ أَحَدِكُمْ) أي من فرح أحدكم (بِغَائِبِهِ، يَقْدَمُ عَلَيْهِ) بفتح الدال، من باب تَعِبَ قدومًا، والجملة حال من "غائبه"، وفي رواية الحاكم: "إذا قدم عليه" (فَيَسْألُونَهُ) أي بعض أرواح المؤمنين (مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ؟) ببناء الفعل للفاعل، والمراد ما شأنه؟ وما حاله؟ (مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ؟) تأكيد للأول، أو المراد شخص آخر، وهو الأظهر (فَيَقُولُونَ) أي البعض الآخر من الأرواح (دَعُوهُ) أي اتركوه، زاد في رواية الحاكم: "حتى يستريح". قال الطيبيّ: أي يقول بعضهم لبعض دعوا القادم، فمنه حديث عهد بتعب الدنيا (فَإِنَّهُ) أي القادم (كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا) أي إلى الآن ما استراح من همها (فَإِذَا قَالَ) أي القادم في جواب السؤال الذي سألوه (أَمَا أَتَاكُمْ) وفي رواية: "فيقول: قد مات أما أتاكم؟ … " (قَالُوا: ذُهِبَ بِه) بالبناء للمفعول (إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ) أي إنه لم يلحق بنا، فقد ذُهِب به إلى النار، و"الهاوية" اسم من أسماء النار، كأنها النار العميقة، يهوى أهل النار فيها مهوى بعيدًا، وهي بدل، أو عطف بيان لـ"أمه"، وتسمية النار أمّا باعتبار أنها مأوى صاحبها كالأمّ مأوى الولد ومَفْزعه، ومنه قوله تعالى: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ}.

(وَإِنَّ الكَافِرَ إِذَا احْتُضِرَ) بالبناء للمفعول، وفي نسخة: "حُضر" (أَتَتْهُ مَلَاِئكَةُ الْعَذَابِ بِمِسْحٍ) بكسر الميم: كساء معروف، وقال النوويّ: هو ثوب من الشعر غليظ معروف