للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شعرت أنها في كتاب اللَّه، وفي حديث ابن عمر نحوه، وزاد: ثم نزل، فاستبشر المسلمون، وأخذ المنافقين الكآبة، قال ابن عمر: وكأنما على وجوهنا أغطية، فكُشفت (١).

(أَما الْمَوْتَةُ التِي كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْكَ) وفي نسخة: "التي كُتبت عليك" (فَقَدْ مِتَّهَا) بضم الميم، من مات يموت، كتاب يقول، وبكسرها، من مات يَمَات، كخاف يَخَاف، أي مُتّ تلك الموتة، فالضمير وقع منصوبًا على المصدرية (٢). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

المسألة الأولى: في درجته: هذا الحديث أخرجه البخاريّ.

المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا- ١١/ ١٨٣٩ و١٨٤٠ و ١٨٤١ وفي "الكبرى" ١١/ ١٩٦٥ و ١٩٦٦ و ١٩٦٨.

وأخرجه (خ) ١٢٤٢ و٣٦٧٠ و ٤٤٥٤ و ٤٤٥٧ و ٥٧١٢ (ق) ١٦٢٧ (أحمد) ٢٤٣٤٢. واللَّه تعالى أعلم.

المسألة الثالثة: في فوائده:

منها: ما ترجم له المصنف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وهو مشروعيّة تقبيل الميت. ومنها: جواز التفدية بالآباء والأمهات، وقد يقال: هي لفظة اعتادت العرب أن تقولها، ولا تقصد معناها الحقيقي، إذ حقيقة التفدية بعد الموت لا تتصوّر. ومنها: جواز البكاء على الميت، وسيأتي بعد أربعة أبواب مبسوطًا، إن شاء اللَّه تعالى. ومنها: قوّة جأش (٣) أبي بكر - رضي اللَّه عنه -، وكثرة علمه، وقد وافقه على ذلك العباسُ، كما تقدّم، والمغيرة، كما رواه ابن سعد، وابن أم مكتوم، كما في المغازي لأبي الأسود، عن عروة، قال: إنه كان يتلو قوله تعالى: {إِنَكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِتُونَ}، والناس لا يلتفتون إليه، وكان أكثر الصحابة على خلاف ذلك، فيؤخذ منه أن الأقلّ عددًا في الاجتهاد قد يُصيب، ويُخطىء الأكثر، فلا يتعين الترجيح بالأكثر، ولا سيّما إن ظهر أن بعضهم قلّد بعضًا. قاله في "الفتح" (٤).


(١) - راجع "الفتح" ج ٨ ص ٤٩٤.
(٢) - انظر "شرح السنديّ" ج ٤ ص ١١ - ١٢.
(٣) - الجَأشُ: رُوَاعُ القلب إذا اضطرب عند الفزع، ونفس الإنسان، وقد لا يُهْمَزُ، جمعه: جُؤُوش. اهـ "ق".
(٤) - ج ٨ ص ٤٩٥.