للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥ - (جابر بن عَتيك) بن قيس بن الأسود الأنصاريّ، يقال: إنه شهد بدرًا، ولم يثبت، وشهد ما بعدها. رَوَى عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، وعنه ابناه يوسف، وعبد الرحمن، وابن أخته عَتِيك بن الحارث بن عتيك. ذكر ابن عبد البرّ أنه شهد بدرًا، وكان معه راية بني معاوية عام الفتح.

وقال ابن إسحاق: جابر بن عتيك، وقيل: جبر بن عتيك شهد بدرًا، وكذا قال موسى بن عُقبة، وأبو معشر الطبريّ، وغيرهم. توفي سنة (٦١) وهو ابن (٩١) سنة.

رَوَى له أبو داود، والمصنف، وابن ماجه وله عند المصنف حديثان فقط: هذا، و ٢٥٥٨ حديث: "إن من الغيرة ما يحب اللَّه … ". واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من خماسيات المصنف -رَحِمَهُ اللَّهُ-. ومنها: أن فيه رواية الراوي عن جده، وتابعي، عن تابعيّ. ومنها: أن صحابيه قليل الرواية، فليس له إلا ثلاثة أحاديث، حديث الباب عند المصنف، وأبي داود، وابن ماجه، وحديث: "إن من الغيرة ما يحب اللَّه … " الحديث عند المصنف، وأبي داود، وحديث: "سيأتيكم ركب مبغضون … " الحديث عند أبي داود فقط. راجع "تحفة الأشراف". جـ ٢ ص ٤٠٢ - ٤٠٣. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبدِ اللَّهِ) بالتكبير فيهما، وهذا مما توافق فيه الاسم واسم الأب (ابْن جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ) بفتح المهملة، وكسر الفوقانيّة، آخره كاف الأنصاريّ المدنيّ (أَنَّ عَتِيكَ بْنَ الْحَارِثِ، وَهُو) أي عتيك (جَدُّ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ) الراوي عنه (أَبُو أُمِّهِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَتِيك) - رضي اللَّه عنه - (أَخْبَرَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ) ولفظ "الموطإ" "أن رسول اللَّه" (- صلى اللَّه عليه وسلم - جَاءَ يَعُودُ عَبدَ اللَّهِ بنَ ثَابِتِ) بن قيس الأنصاريّ الأوسي، ويقال: إنه ظَفَريّ، مات في العهد النبويّ، وقال الواقديّ، وابن الكلبيّ: هو عبد اللَّه بن عبد اللَّه، له، ولأبيه صحبة، قال الكلبيّ: كفّنه - صلى اللَّه عليه وسلم -، في قميصه، وعاش الأب إلى خلافة عمر - رضي اللَّه عنه -، وكانا جميعًا شهدا أحدًا، وكذا قال الطبريّ، وابن السكنِ، وآخرون، وقال بعضهم: إنه أخو خُزيمة بن ثابت. كذا في "الإصابة" (فوَجَدَهُ قَدْ غُلِبَ عَلَيْهِ) بالبناء للمفعول، أي غَلَبه الوجع، وشدّته حتى منعه من إجابة النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - (فَصَاحَ بِهِ) أي ناداه رافعا صوته حتى يسمعه (فَلَمْ يُجِبْهُ) لغلبة المرض عليه (فَاستَرجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -) أي قال: "إنا للَّه، وإنا إليه راجعون"، عملاً بقوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة:١٥٦ - ١٥٧]، (وَقَالَ) - صلى اللَّه عليه وسلم - ("قَد غُلِبْنَا عَلَيكَ) قال الباجي: يحتمل أنه أراد التصريح بمعنى استرجاعه، وتأسّفه. وقال السنديّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: أي تقديره تعالى غالب علينا في موتك،