للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بحسن الاتباع. وقيل: لأن اللَّه يشهد له بحسن نيته وإخلاصه. وقيل: لأنه يُشاهد الملائكة عند احتضاره. وقيل: لأنه يشاهد الملكوت من دار الدنيا، ودار الآخرة.

وقيل. لأنه مشهود له بالأمان من النار. وقيل. لأن عليه علامة شاهدة بأنه قد نجا.

قال الحافظ: وبعض هذه يختصّ بمن قُتل في سبيل اللَّه، وبعضها يعمّ غيره، وبعضها قد يُنازع فيه. انتهى.

(سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-) وقد ثبت في "صحيح البخاريّ" وغيره من حديث أبي هريرة - رضي اللَّه عنه -، مرفوعًا: "الشهداء خمسة … " فقيل: نسي بعض رواتها باقي السبع. قال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-. وهو بعيد، لكن يقرّبه أن مسلما روى من حديث أبي هريرة شاهدًا لحديث جابر بن عتيك هذا، وزاد فيه، ونقص، فمن زيادته: "ومن مات في سبيل اللَّه فهو شهيد"، والذي يظهر أنه - صلى اللَّه عليه وسلم - أُعلِم بالأقلّ، ثم علم زيادة على ذلك، فذكرها في وقت آخر، ولم يقصد الحصر في شيء من ذلك.

وقد اجتمع لنا من الطرق الجيّدة أكثر من عشرين خصلة، وتبلغ بطرق فيها ضعف أزيد من ذلك انتهى كلام الحافظ بتصرّف.

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: قد ألف الحافظ جلال الدين السيوطي -رَحِمَهُ اللَّهُ- تعالى رسالةً سماها "أبواب السعادة في أسباب الشهادة" جَمَعَ فيها ما ورد من الأحاديث في أسباب الشهادة، وقد نظمتها في أرجوزة سميتها "إتحاف أهل السعادة بمعرفة أسباب الشهادة"، وهاك نصّها:

يَقُولُ رَاجِي رَبِّهِ سُبْحَانَهُ … مُحَمَّدٌ مُسْتَمْنِحًا غُفْرَانَهُ

حَمْدًا لِمَنْ قَدْ مَنَحَ الشَّهَادَهْ … لِمِنْ يَشَاءُ مِنْ ذَوِي السَّعَادَهْ

ثم الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ سَرمَدَا … عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفى مُحَمَّدَا

وَآلِهِ وَصَحبِهِ الْكِرَام … وَالتَّابِعِينَ سُبُلَ السَّلَامِ

وَبَعْدَهُ فهَذِهِ إِفَادَهْ … لِمَنْ أَرَادَ طُرُقَ الشَّهَادَهْ

نَظَمْتُهَا مِمَّا السُّيُوطِي جَمَعَهْ … لِيَسْهُلَ الْحِفْظُ لِمَنْ لَهُ سَعَهْ

سَمَّيْتُهَا إِتْحَافَ ذِي السَّعَادَهْ … بِذِكْرِ مَا يُوصِلُ لِلَّشَّهَادَهْ

وَأَسْاَلُ اللَّهَ الْقَبُولَ وَالرِّضَى … وَالْخَتْمَ بِالْحُسْنَى إِذَا الْعُمْرُ انْقَضَى

مِنْهَا الشَّهَادَةُ لِمَبْطُونِ تُرَى … وَالتَّاجِرِ الصَّدُوقِ نِعْمَ مَتْجَرًا

وَالْحَرْقُ وَالْحُمَّى وَذَا قَدْ ضُعِّفَا … وَمَنْ مِنَ المَرْكُوبِ صَرْعُهُ وَفَا