للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣ - (حسين) بن ذكوان المعلّم العَوْذيّ البصريّ، ثقة ربما وَهِم [٦] ١٢٢/ ١٧٤.

٤ - (ابن بريدة) عبد اللَّه الأسلميّ، أبو سهل المروزيّ، ثقة [٣] ٢٥/ ٣٩٣.

٥ - (سمرة) بن جُندب الفزاريّ الصحابيّ الشهير - رضي اللَّه عنه - ٢٥/ ٣٩٣. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من خماسيات المصنف -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين، وابن بريدة، وإن كان مروزيّا، إلا أنه بصريّ الأصل، فإن أباه كان ممن نزل البصرة، ثم انتقل منها إلى مرو. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ سَمُرَةَ) بن جندب - رضي اللَّه عنه -، أنه (قَالَ: صَلَّيْتُ) وفي نسخة "صلَّى" (مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، عَلَى أُمِّ كَعْبٍ) الأنصاريّة - رضي اللَّه عنها -، لم أجد لها ترجمة وافية، فلم يذكر في "الإصابة"، ولا في "أسد الغابة" مما يتعلّق بها غير حديث سمرة - رضي اللَّه عنه - هذا، وفي نسخة: "على أمّ فلان" (مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا) أي في وقت نفاسها، أو في حال نفاسها، وفي رواية للبخاريّ: "في بطن"، أي بسبب بطن، يعني الحمل (فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، فِي الصَّلَاةِ) أي في حال الصلاة عليها (فِي وَسَطِهَا) أي محاذيًا لوسطها، قال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-: بفتح السين في روايتنا، وكذا ضبطه ابن التين، وضبطه غيره بالسكون، وقال العينيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-: ولا يقال بالسكون إلا في متفرّق الأجزاء، كالناس، والدوابّ، وبالفتح فيما كان متصل الأجزاء انتهى.

وقال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-: وحقيقة الوَسَط ما تساوت أطرافه، وقد يراد به ما يُكتَنَف من جوانبه، ولو من غير تساوٍ، كما قيل: إن صلاة الظهر هي الوسطى (١)، ويقال: ضربتُ وَسَطَ رأسه بالفتح لأنه اسم لما يَكتنِفُهُ من جهاته غيره، ويصحّ دخول العوامل عليه، فيكون فاعلاً، ومفعولاً، ومبتدأً، فيقال: اتسع وَسَطُه، وضربت وَسَطَ رأسه، وجلستُ في وسَط الدّار، ووسَطُهُ خيرٌ من طرفه، قالوا: والسكون فيه لغةٌ، وأما وَسْطٌ بالسكون فهو بمعنى "بَيْنَ"، نحوُ جلست وسط القوم: أي بينهم انتهى (٢).

قال الجامع - عفا اللَّه عنه -: قد تبيّن بما ذكره الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- أن الوسط إذا كان بمعنى


(١) - تقدم في بابه أن الأرجح أن صلاة الوسطى هي العصر.
(٢) - "المصباح" في مادّة وسط.