للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السين، وفتح اللام -ثم الْبَهْزِيّ- بموحّدة مفتوحة، وهاء ساكنة، ثمّ زاي- وقيل فيه: عبدٌ بغير تصغير، وقيل: عُبيدة بزيادة هاء، يكنى أبا عبد اللَّه، قال البخاريّ له صحبة انتهى.

روى عن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، وعنه تميم بن سلمة، أو سعد بن عبيدة، بالشكّ، وعبد اللَّه بن رُبيعة السُّلميّ. قال ابن عبد البرّ في "الاستيعاب": مهاجريّ، يكنى أبا عبد اللَّه، سكن الكوفة، وشهد صِفِّين مع عليّ. وقال العسكريّ: بقي إلى أيام الحجّاج. وقال خليفة بن خيّاط في "الطبقات": عُبيد بن خالد لم يُنسَب، أدرك الحجّاج.

روىِ له أبو داود حديثين، أحدهما حديث الباب، والآخر حديث: "موتُ الْفَجْأَة أَخْذَة أسَف"، وروى له المصنّف حديث الباب فقط (١).

والباقون ذُكروا قريبًا. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سباعيات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ، وصحابيّ، عن صحابيّ، فإن عبد اللَّه بن رُبيّعة أثبت الصحبة له شعبة، وجماعة، كما صرّح بذلك في سند المصنف هنا، وفيه أن سُويدًا، وابن المبارك مروزيان، وشعبة واسطيّ، ثم بصريّ، والباقون كوفيّون. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ) - رضي اللَّه عنه - زاد في رواية أحمد: "رجل من بني سُليم" (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، آخَى) بهمزة ممدودة، وقد تقلب واوًا على البدل، فيقال: واخى، كما قيل في آسى: واسى، حكاه ابن السكّيت (٢)، أي ألف بينهما بأُخُوّة الإسلام والإيمان (٣) (بَيْنَ رَجُلَيْنِ) لم أر من سمّاهما (فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا) بالبناء للمفعول، زاد في رواية أحمد: "على عهد النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - "، والظاهر أنه مات مقتولا في سبيل اللَّه (وَمَاتَ الْآخَرُ بَعْدَهُ) ولفظ أبي داود: "ومات الآخر بعده بجمعة، أو نحوها" (فَصَلَّينَا عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "مَا قُلْتُمْ؟) أي أيّ شيء قلتم لهذا الميت حينما دعوتم له؟ (قَالُوا: دَعَوْنَا لَهُ) هذا محلّ الترجمة، حيث إن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - أقرّهم على الدعاء في صلاة الجنازة، فدلّ على مشروعيّة


(١) - راجع ترجمته في "الإصابة" ج ٦ ص ٣٥٨ و"الاستيعاب" ج ٣ ص ١٠١٦ و"تهذيب الكمال" ج١٩ ص ٢٠٠ - ٢٠٢.
(٢) - راجع "المصباح".
(٣) - راجع "لسان العرب".