للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٥٦٤٤ و ١٧٤٦٢ و ١٧٤٦٤. واللَّه تعالى أعلم.

المسألة الثالثة: في فوائده:

منها: ما ترجم له المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-، وهو مشروعيّة الدعاء في الصلاة على الجنازة. ومنها: بيان فضل طول العمر مع العمل الصالح، فإن هذا الرجل ما زاد على صاحبه المقتول، إلا لتأخّره بعده، وزيادة عمله. ومنها: أنه ربّما ساوى الميتُ على فراشه، المقتولَ في سبيل اللَّه تعالى في الدرجات، بسبب عِظَم العمل، وقوّة الإخلاص، وزيادة الخشوع، والورع، أو بسبب فضل الأوقات، فقد أخرج البخاريّ في "صحيحه" عن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه - مرفوعًا: "الساعي على الأرملة، والمسكين، كالمجاهد في سبيل اللَّه … "، وأخرج أيضًا عن ابن عباس، عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، أنه قال: "ما العمل في أيامٍ، أفضل منها، في هذه" (١)، قالوا: ولا الجهاد؟، قال: "ولا الجهاد، إلا رجل خرج، يخاطر بنفسه، وماله، فلم يرجع بشيء". واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٩٨٦ - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ -وَهُوَ ابْنُ زُرَيْعٍ- قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ, عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ, عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيِّ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, يَقُولُ, فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا, وَمَيِّتِنَا, وَشَاهِدِنَا, وَغَائِبِنَا, وَذَكَرِنَا, وَأُنْثَانَا, وَصَغِيرِنَا, وَكَبِيرِنَا».

رجال هذا الإسناد: ستة:

١ - (إسماعيل بن مسعود) الجحدريّ البصريّ، ثقة [١٠] ٤٥/ ٥٥.

٢ - (يزيد بن زُريع) أبو معاوية البصريّ، ثقة ثبت [٨] ٥/ ٥.

٣ - (هشام بن أبي عبد اللَّه) سَنْبَر، بوزن جعفر الدستوائيّ البصريّ، ثقة ثبت [٧] ٣٠/ ٣٤.

٤ - (يحيى بن أبي كثير) اليماميّ، أبو نصر، ثقة ثبت يدلّس ويرسل [٥] ٢٣/ ٢٤.

٥ - (أبو إبراهيم الأنصاريّ) الأشهليّ المدنيّ، مقبول [٣].

روى عن أبي سعيد حديث "اللَّهم اغفر للمحلّقين"، وعن أبيه، عن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - في الصلاة على الجنازة. وعنه يحيى بن أبي كثير. قال أبو حاتم: لا يُدرى من هو، ولا أبوه؟. وقال قوم: إنه عبد اللَّه بن أبي قتادة، ولا يصحّ، لأنه من بني سَلِمَة، وهذا من بني عبد الأشهل. وقال الترمذيّ: سئل محمد بن إسماعيل عن اسم أبي إبراهيم؟ فلم


(١) -يعني أيام عشر ذي الحجة.