٥ - (عبد اللَّه بن بُريدة) بن الحصيب الأسلميّ، أبو سهل المروزيّ القاضي، ثقة [٣] ٢٠/ ١٣٩٩.
٦ - (أبوه) بُريدة بن الحُصَيب أبو سهل الأسلميّ الصحابيّ المشهور - رضي اللَّه عنه - ١٠/ ١٣٣. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سداسيات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فقد تفرّد به هو وأبو داود. (ومنها): أن شيخه مصّيصيّ، وبريدة وولده مروزيان، والباقون كوفيون. (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ، والابن عن أبيه. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ) بُريدة بن الحصيب - رضي اللَّه عنه -، أنه (قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -) ولفظ الرواية التالية: "أنه كان في مجلسٍ فيه رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - فقال: "إني كنت نهيتكم أن تأكلوا لحوم الأضاحي … " ("نَهَيتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ) قيل: سبب النهي عن زيارة القبور في أول الأمر أنهم كانوا حديث عهد بالجاهليّة، وقريب عهد بعبادة الأوثان، ودعاء الأصنام، فنهوا عن زيارة القبور، خشية أن يقولوا، أو يفعلوا عندها ما كانوا يعتادونه في الجاهلية، وخوفا من أن يكون ذلك ذريعة لعبادة أهل القبور (١). واللَّه تعالى أعلم.
(فَزُورُوهَا) وفي الرواية التالية: "فمن أراد أن يزورها، فليزرها، ولا تقولوا: هُجْرًا". بضم، فسكون: أي ما لا ينبغي من الكلام، ولفظ الرواية الآتية في "الأضاحي"-٣٦/ ٤٤٢٩ - من طريق زُبيد بن الحارث، عن محارب:"فزروها ولْتَزدكم زيارتها خيرًا"، و ٣٦/ ٤٤٣٠ - من طريق الزبير بن عديّ، عن ابن بُريدة:"ومن أراد زيارة القبور، فإنها تذكر الآخرة". وللحاكم من حديث أنس - رضي اللَّه عنه -: "وتُرِقّ القلبَ، وتُدمِع العين، فلا تقولوا هُجْرًا"، وله من حديث ابن مسعود - رضي اللَّه عنه -: "فإنها تزهد في الدنيا". ولمسلم من حديث أبي هريرة - رضي اللَّه عنه -، مرفوعًا:"زُرُوا القبور، فإنها تذكّر الموت".
وفي قوله:"ومن أراد زيارة القبور الخ" بيان أن الأمر في زيارتها للاستحباب، لا