في "الفتح" (١).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: حمل الحديث على ظاهره من أن فتح أبواب الجنة وغلق أبواب النار على حقيقتهما لا على المجاز هو الحقُّ كما رجحه ابن المنيّر، والقرطبي، -رحمهما اللَّه تعالى-، فتنبّه واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
المسألة الأولى: في درجته:
حديث أبي هريرة - رضي اللَّه عنه - هذا متفق عليه.
المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا - ٣/ ٢٠٩٧ و ٢٠٩٨ و ٤/ ٢٠٩٩ و ٢١٠٠ و ٢١٠١ و ٢١٠٢ و ٥/ ٢١٠٤ و ٢١٠٥ و ٢١٠٦ - وفي "الكبرى" ٣/ ٢٤٠٧ و ٢٤٠٨ و ٤/ ٢٤٠٩ و ٢٤١٠ و ٢٤١١ و ٢٤١٣ و ٥/ ٢٤١٤ و ٢٤١٥ و ٢٤١٦.
وأخرجه (خ) ١٧٦٥ و ١٧٦٦ و ٣٠٣٥ (م) ١٧٩٣ (ت) ٦١٨ (ق) ١٦٣٢ (أحمد) ٦٨٥١ و ٧٤٥٠ و ٧٥٧٦ و ٨٣٣٠ و ٨٥٥٩ و ٨٦٣١ و ٨٨٣٧ و ٩١٣٣ (الموطأ) ٦٠٤. واللَّه تعالى أعلم.
المسألة الثالثة: في فوائده:
(منها): ما بوّب له المصنّف، وهو بيان فضل شهر رمضان (ومنها): إثبات الجنة، والنار، وأنهما الآن موجودتان، وأن لهما أبوابًا تفتح، وتغلق (ومنها): إثبات وجود الشياطين، وأنهم أجسام يمكن شدّها بالأغلال، وأن منهم مردة يُغَلُّون بالأغلال في شهر رمضان؛ لئلا يبطلوا أعمال الصائمين (ومنها): بيان عظمة لطف اللَّه تعالى، وكثرة كرمه وإحسانه على عباده، حيث يحفظ لهم صيامهم، ويدفع عنهم أذى المردة من الشياطين؛ لئلا يفسدوا عليهم عبادتهم في هذا الشهر المبارك الذي تضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٢٠٩٨ - (أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ, قَالَ: أَنْبَأَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ, عَنْ عُقَيْلٍ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُهَيْلٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ, فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ, وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ, وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ»).
(١) - "فتح" ج ٤ ص ٦٠٧ - ٦٠٨. "كتاب الصوم".