للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صحّ جوابه، واللَّه أعلم انتهى.

[فائدة]: لم يعتمر النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - إلا في أشهر الحجّ، وقد ثبت فضل العمرة في رمضان بحديث الباب، فأيهما أفضل؟. قال الحافظ: والذي يظهر أن العمرة في رمضان لغير النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - أفضل، وأما في حقه فما صنعه هو الأفضل؛ لأنّ فعله لبيان جواز ما كان أهل الجاهلية يمنعونه، فأراد الردّ عليهم بالقول والفعل، وهو لو كان مكروهًا لغيره لكان في حقّه أفضل.

وقال صاحب "الهدي": يحتمل أنه - صلى اللَّه عليه وسلم - كان يشتغل في رمضان من العبادة بما هو أهمّ من العمرة، وخشي من المشقّة على أمته؛ إذ لو اعتمر في رمضان لبادر إلى ذلك مع ما هم عليه من المشقّة في الجمع بين العمرة والصوم، وقد كان يترك العمل، وهو يحبّ أن يعمله؛ خشية على أمته، وخوفًا من المشقّة عليهم. (١) وهو بحث نفيس جدًّا. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

المسألة الأولى: في درجته:

حديث ابن عباس - رضي اللَّه عنهما - هذا متفق عليه.

المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا -٦/ ٢١١٠ - وفي "الكبرى" ٦/ ٢٤٢٠. وأخرجه (خ) ١٦٥٧ و ٢٢٠١ (م) ٢٢٠١ و ٢٢٠٢ (د) ١٦٩٩ (ق) ٢٩٨٥ (أحمد) ٢٩٢١ (الدارميّ) ١٧٨٥. واللَّه تعالى أعلم.

المسألة الثالثة: في فوائده:

(منها): ما بوّب له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو جواز استعمال لفظ "رمضان" من غير إضافة لفظ "شهر" إليه (ومنها): فضل العمرة في رمضان، حيث تعدِل ثواب الحجّ، بل ثبت أنها كحجة مع النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، فقد أخرج سمّويه من حديث أنس - صلى اللَّه عليه وسلم - بلفظ: "عمرة في رمضان كحجة معي"، وهو حديث صحيح (٢) (ومنها): فضل رمضان، حيث كان العمل فيه يضاعف أجره (ومنها): ما كان عليه النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - من تفقّد أحوال أمته رجالا ونساء (ومنها): جواز مخاطبة المرأة الأجنبية، وأن صوتها ليس بعورة. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب"


(١) - "فتح" ج ٤ ص ٤٤١ - ٤٤٢.
(٢) - انظر "صحيح الجامع الصغير" للشيخ الألباني ج ٢ ص ٧٥٤ رقم -٤٠٩٨.