للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

علل الترمذيّ" (١).

ومما يؤيّد ما قاله ابن رجب أن الحافظ أبا الحجّاج المزّيّ --رحمهما اللَّه تعالى-- نقل في "تحفة الأشراف" جـ٧ ص ٢٦ عن المصنّف بعد إيراد الحديث بالطريقين السابقين: ما نصه: وقال: عبيد اللَّه أثبت عندنا من ابن بشّار، وحديثه أولى بالصواب انتهى.

ولم أر هذا الكلام للمصنّف لا في "المجتبى"، ولا في "الكبرى"، ولعله لاختلاف النسخ، واللَّه تعالى أعلم.

لكن الذي يظهر لي أن مثل هذا الاختلاف لا يضرّ في صحة المرفوع، لأن محمد بن بشّار ثقة ثبت، ولأن المرفوع يشهد له حديث أنس - رضي اللَّه عنه - الآتي بعد هذا، وهو متفق عليه، وحديث أبي هريرة - رضي اللَّه عنه - الآتي في الباب التالي، فَيُحمَل على أن ابن مسعود - رضي اللَّه عنه - حدّث به مرفوعًا مرّةً، وأفتى به مرّةً أخرى.

والحاصل أن الذي يظهر كون الحديث صحيحًا مرفوعًا، وموقوفًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٢١٤٦ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ, عَنْ قَتَادَةَ, وَعَبْدِ الْعَزِيزِ, عَنْ أَنَسٍ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «تَسَحَّرُوا, فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وقد تقدّموا غير مرّة. و"أبو عوانة": هو الوضّاح بن عبد اللَّه اليشكريّ الواسطيّ. و"عبد العزيز": هو ابن صُهَيب البنانيّ البصريّ.

والحديث متفقٌ عليه، وأخرجه المصنّف هنا-١٨/ ٢١٤٦ - وفي "الكبرى" ١٩/ ٢٤٥٦. وأخرجه (خ) في "الصوم" ١٩٢٣ (م) ٢٥٤٤ (ت) ٦٤٢ (ق) ١٦٨٢ (أحمد) ١٥١٢ و ١٢٧٦٨ و ١٢٩١١ و ١٣٠٦٣ و ١٣٢٠٨ (الدارمي) ١٦٣٤. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".


(١) - عبارة الحافظ ابن رجب -رحمه اللَّه تعالى-: وقد اعتُرِض على الترمذيّ -رحمه اللَّه تعالى- بأنه في غالب الأبواب يبدأ بالأحاديث الغريبة الإسناد غالبًا. وليس ذلك بعيب، فإنه -رحمه اللَّه تعالى- يبين ما فيها من العلل، ثم يبيّن الصحيح في الإسناد، وكأن مقصده -رحمه اللَّه تعالى- ذكر العلل، ولهذا تجد النسائيّ إذا استوعب طرق الحديث بدأ بما هو غلط، ثم يذكر بعد ذلك الصواب المخالف له انتهى."شرح علل الترمذيّ" ج ٢ ص ٦٢٥ بتحقيق د/ همام عبد الرحيم سعيد.