- رضي اللَّه عنه -. ووافقه عليه محمد بن حرب الحمصيّ. وخالفهم شعيب بن إسحاق، فرواه عن الأوزاعيّ، عن يحيى، عن أبي قلابة، عن أبي أمية - رضي اللَّه عنه -، فأسقط الواسطة بين أبي قلابة، وأبي أميّة، وتابعه عليه معاوية بن سَلاّم.
وسيأتي أن المصنّف يضعّف رواية شعيب، ومعاوية، ويرجّح إثبات الواسطة بين أبي قلابة، وعمرو بن أمية، لكن الظاهر أن الحديث محفوظ بالطريقين، كما سيأتي التنبيه عليه، إن شاء اللَّه تعالى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
٢٢٦٧ - (أَخْبَرَنِي عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ, عَنْ يَحْيَى, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ, قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ, قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, مِنْ سَفَرٍ, فَقَالَ: «انْتَظِرِ الْغَدَاءَ, يَا أَبَا أُمَيَّةَ» , فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ: «تَعَالَ, ادْنُ مِنِّي, حَتَّى أُخْبِرَكَ, عَنِ الْمُسَافِرِ, إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ-, وَضَعَ عَنْهُ الصِّيَامَ, وَنِصْفَ الصَّلَاةِ»).
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (عبدة بن عبد الرحيم) بن حسّان المروزيّ، نزيل دمشق، صدوق، من صغار [١٠] ٤٥/ ٥٩٧.
٢ - (محمد بن شعيب) بن شابور، الدمشقيّ، صدوق، من كبار [٩] ٦/ ١١٩٠.
٣ - (عمرو بن أمية) بن خُويلد بن عبد اللَّه، أبي أميّة الضَّمْريّ الصحابيّ المشهور، أول مشاهده بئرُ مَعُونة، مات في خلافة معاوية - رضي اللَّه عنهما -، تقدمت ترجمته في-٩٦/ ١١٩. والباقون تُرْجموا قريبًا. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله عندهم رجال الصحيح، غير شيخه، فإنه ممن روى عنه البخاريّ في "الأدب المفرد"، والمصنف فقط، وغير محمد بن شُعيب، فإنه من رجال الأربعة فقط. (ومنها): أن نصفه الأول مسلسل بالدمشقيين، ونصفه الثاني مسلسل بالمدنيين، ويحيى، وإن كان يماميّا إلا أنه سكن المدينة عشر سنين يطلب العلم، كما في " تهذيب التهذيب" ٣١/ ٥١٠. (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ أَبِي سَلَمَةَ) بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ المدنيّ الثقة الفقيه، أنه (قَالَ: أَخبَرَني عَمْرُو ابْنُ أُمَيَّةَ) - رضي اللَّه تعالى عنه - (الضَّمْرِيُّ) -بفتح الضاد المعجمة،