الأوزاعيّ، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد اللَّه بن عُمَر - رضي اللَّه عنهما -.
وخالفهما الوليد بن مزيد، وعقبة بن علقمة، وموسى بن أعين فرووه عن الأوزاعيّ، عن عطاء، عمن سمع ابن عمر - رضي اللَّه عنهما -، فأدخلوا واسطة بين عطاء، وابن عمر، وهو راو مبهم.
وخالفهم يحيي بن حمزة، عن الأوزاعيّ، عن عطاء، عمن سمع عبد اللَّه بن عمرو ابن العاص، فجعله من مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص - رضي اللَّه عنهما -.
ورواه ابن جريج، عن عطاء، عن أبي العباس الشاعر، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص - رضي اللَّه عنهما -، وهذه الرواية هى الصحيحة، ولذا اتفقا الشيخان على إخراجها. والحاصل أن الحديث صحيح من مسند عبد اللَّه بن عمرو، وأما حديث عبد اللَّه بن عُمَرَ فلا يصح، وذلك لأن عطاء لم يسمع من ابن عمر، كما قاله الإمام أحمد وابن المدينيّ، انظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" جـ ٣ ص ١٠٣، وإلى هذا يشير صنيع المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، حيث جرى على عادته في تقديم الأخبار المعلّة، فقد بدأ برواية الحارث بن عطية، والوليد بن مسلم كلاهما عن الأوزاعيّ، عن عطاء، عن ابن عمر، ثم أتبع ذلك برواية الوليد بن مزيد، وعقبة بن علقمة، وموسى بن أعين، ثلاثتهم عن الأوزاعيّ، عن عطاء، عمن سمع ابن عمر، وروايتهم أرجح من روايد الأولَيْن؛ لكثرتهم، فيكون الواسطة بين عطاء وابن عمر مبهمًا. ثم أتى برواية يحيي بن حمزة عن الأوزاعيّ، عن عطاء، عمن سمع عبد اللَّه بن عَمْرو، فجعده من مسند عبد اللَّه بن عمرو، وهي رواية صحيحة؛ لأن المبهم فيها مفَسَّر في الرواية التالية.
ثم أتى برواية ابن جريج، عن عطاء، عن أبي العباس، عن عبد اللَّه بن عمرو، وهذه هي الرواية الصحيحة التي اتفق عليها الشيخان.
وخلاصة القول أن الحديث صحيح من مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص - رضي اللَّه عنهما - لا من مسند عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب - رضي اللَّه عنهما - واللَّه تعالى أعلم بالصواب.