صيام الدهر؛ لظواهر الأدلة، كحديث "لا صام من صام الأبد"، وحديث "من رغب عن سنتي فليس مني"، قاله - صلى اللَّه عليه وسلم -لمن قال: أصوم، ولا أفطر، وحديث: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا، فهو ردّ"، وحديث: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردّ"، وحديث "ضُيّقت عليه جهنم"، وحديث: "كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"، وغير ذلك.
فهذه الأدلةُ إذا لم تفد التحريم، فما الذي يفيده؟، إن هذا لشيء عجاب. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٢٣٧٤ - (حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُسَاوِرٍ, عَنِ الْوَلِيدِ, قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ, قَالَ: أَخْبَرَنِي (١) عَطَاءٌ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ح وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ, قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ, عَنِ الأَوْزَاعِيِّ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «مَنْ صَامَ الأَبَدَ, فَلَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "عيسى بن مُساور" الجوهريّ، أبو موسى البغداديّ، صدوق، من صغار [١٠].
قال النسائيّ: لا بأس به. وقال السرّاج: كان محمد بن إشكاب يُحسن الثناء عليه. وقال الخطيب: كان ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان راويًا للوليد بن مسلم، وسُويد بن عبد العزيز. مات في شوال سنة (٢٤٤) وقيل: سنة (٢٤٥). انفرد به المصنّف. وله في هذا الكتاب أربعة أحاديث برقم (٢٣٧٤) و (٢٤٣٧) و (٣٧٤١) و (٤١٧٢).
و"محمد بن عبد اللَّه" هو أبو بكر الإسكندرانيّ، بغداديّ الأصل، صدوق، من صغار [١٠]
قال ابن أبي حاتم: كتبتُ عنه بالإسكندرية، وهو صدوق ثقة. وقال مسلمة بن قاسم: تُكلّم فيه، ورُمي بالكذب، ولم يترك أحد الكتابة عنه. وقال ابن يونس: كان ثقة، وخرج إلى الإسكندرية، فأقام بها، وتوفي يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، سنة (٢٦٢).
روى. عنه أبو داود، والمصنّف، وله عنده في هذا الكتاب أربعة أحاديث بالأرقام المذكورة في الترجمة التي قبله.
و"الوليد": هو ابن مسلم الدمشقيّ، ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية [٨] ٥/ ٤٥٤.
والحديث ضعيف؛ لأن فيه انقطاعًا وقد تقدم تمام البحث فيه في الحديث الماضي.
واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
(١) - وفي نسخة: "حدثنا".