(منها): أنه من سداسيات المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أن شيخه أحد التسعة الذين يروي عنهم الجماعة بلا واسطة. (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ، وفيه أبو هريرة - رضي اللَّه عنه - أحفظ من روى الحديث في دهره. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ) - رضي اللَّه عنه - أنه (قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ) بفتح الهمزة، الواحد من الإعراب، وهم سكان البدو، وهم أصحاب النُّجْعَة، والارتياد للكلإ، سواء كانوا من العرب، أو من مواليهم، كما تفيده عبارة "المصباح"(إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، بِأَرْنَبٍ، قَدْ شَوَاهَا، فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ) أي بين يدي رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - (فَأَمْسَكَ رسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -) أي كفّ يده عن أكلها بعد أن مدها إليها، حينما قال بعضهم: إني قد رأيت بها دمًا؛ ولعل تركه كان تقذرًا (فَلمْ يَأْكُلْ، وَأَمَرَ الْقَوْمَ أَنْ يَأْكُلُوا) وقال: "كلوا، فإني لو أشتهيتها أكلتها"(وَأَمْسَكَ الْأَعْرَابِيُّ) أي ترك أكلها (فَقَالَ: لَهُ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْكُلَ؟ "، قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ، قَالَ:"إِنْ كُنْتَ صَائِمًا، فَصُمِ الْغُرَّ") أي أيام الليالي البيض التي يضيء فيها القمر من أول الليل إلى آخره. واللَّه تعَالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث ضعيف بهذا السند، لأن عبد الملك بن عمير، وإن كان ثقة، لكنه تغيّر حفظه، وربما دلس، وقد خولف، كما سيأتي.
وهو من أفراد المصنّف، أخرجه هنا- ٨٤/ ٢٤٢١ و ٢٤٢٨ و ٢٤٢٩ - وفي "الكبرى" ٨٤/ ٢٧٢٩ و ٢٧٣٥ و ٢٧٣٦. وأخرجه (أحمد) في "باقي مسند المكثرين" ٨٢٢٩ و ٨٣٥٥. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
قال الجامع عفا اَلله تعالى عنه:"محمد بن عبد العزيز" بن أبي رِزْمة أبو عمرو المروزيّ، ثقة [١٠] ٤٧/ ٦٠٢. و"الفضل بن موسى السِّينَانيّ، أبو عبد اللَّه المروزيّ، ثقة ثبت ربما أغرب، من كبار [٩] ٨٣/ ١٠٠. وفِطْر" بن خَليفة، أبو بكر