للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ, وَخَمْسَ عَشْرَةَ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الإسناد هوالسابق، وقد صرّح فيه موسى بن طلحة بالسماع من أبي ذرّ - رضي اللَّه عنه -.

و"الربذة" -بفتحات-: قال الفيّوميّ: الرّبْذَة وزان قَصَبَة: خِرْقة الصائغ، يجلو بها الحُلِيّ، وبها سميت "الرَّبَذَة"، وهي قرية كانت عامرة في صدر الإسلام، وبها قبر أبي ذرّ الغفاريّ، وجماعة من الصحابة - رضي اللَّه عنهم -، وهي في وقتنا دارسة، لا يُعرف بها رَسْمٌ، وهي عن المدينة في جهة الشرق، على طريق حاجّ العراق، نحو ثلاثة أيام، هكذا أخبرني به جماعة من أهل المدينة في سنة (٧٢٣) انتهى (١).

والحديث حسن، كما سبق بيانه، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٢٤٢٥ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ, عَنْ سُفْيَانَ, عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ, عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ, عَنِ ابْنِ الْحَوْتَكِيَّةِ, عَنْ أَبِي ذَرٍّ, أَنَّ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ لِرَجُلٍ: «عَلَيْكَ بِصِيَامِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ, وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ, وَخَمْسَ عَشْرَةَ».

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هَذَا خَطَأٌ, لَيْسَ مِنْ حَدِيثِ بَيَانٍ, وَلَعَلَّ سُفْيَانَ, قَالَ: حَدَّثَنَا اثْنَانِ, فَسَقَطَ الأَلِفُ, فَصَارَ بَيَانٌ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "محمد بن منصور" هو الْجوّاز المكيّ. و"سفيان": هو ابن عيينة. و"بيان بن بشر": هو الأحمسيّ الكوفيّ، وسيأتي للمصنّف أنه مصحّف من "اثنان".

و"ابن الحَوْتَكية": التميميّ الكوفيّ، مقبول [٢].

رَوَى عن عمر، وعمار، وأبي ذرّ، وأبي الدرداء، وأُبي بن كعب. وعنه موسى بن طلحة بن عُبيد اللَّه. قال يعقوب بن شيبة: وكان ابن الحَوْتكيّة أحد أخوال موسى بن طلحة بن عبيد اللَّه. وأكثر ما يأتي غير مسمّى. وقال أبو حاتم الرازيّ: لا أعلم أحدًا سماه غير حجاج بن أرطأة، عن عثمان بن موهَب، عن موسى بن طلحة. وذكره ابن حبّان في "الثقات". تفرّد به المصنّف بهذا الحديث، وكرره أربع مرّات برقم ٢٤٢٥ و ٢٤٢٦ و ٢٤٢٧ و ٤٣١١.

وقوله: "قال أبو عبد الرحمن الخ" أشار المصنّف -رحمه اللَّه تعالى- بهذا إلى أن هذا الإسناد وقع فيه خطأ، وذلك أن الحديث ليس مما رواه بيان بن بشر، وإنما رواه ابن


(١) - "المصباحُ المنير".