للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السبعة روى (١٦٩٦) حديثًا، وهو آخر من مات بالطائف من الصحابة - رضي اللَّه تعالى - عنهم، ومن المشهورين بالفتوى. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ) - رضي اللَّه تعالى عنهما -، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، لِمُعَاذ) ابن جبل - رضي اللَّه عنه -. قال الحافظ -رحمه اللَّه تعالى-: كذا في جميع الطرق، إلا ما أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كُريب، وإسحاق بن إبراهيم، ثلاثتهم عن وكيع، فقال فيه:"عن ابن عباس، عن معاذ بن جبل، قال: بعثني رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - "، فعلى هذا فهو من مسند معاذ، وظاهر سياق مسلم أن اللفظ مدرج، لكن لم أر ذلك في غير رواية أبي بكر بن أبي شيبة، وسائر الرواة أنه من مسند ابن عباس، فقد أخرجه الترمذيّ، عن أبي كريب، عن وكيع، فقال فيه: "عن ابن عباس أن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - بعث معاذًا"، وكذا هو في مسند إسحاق بن إبراهيم، وهو ابن راهويه، قال: "حدثنا وكيع به". وكذا رواه عن وكيع أحمد في "مسنده"، أخرجه أبو داود عن أحمد، وللبخاريّ في "المظالم" عن يحيى بن موسى، عن وكيع كذلك. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" عن محمد بن عبد اللَّه المخرِّميّ، وجعفر بن محمد الثعلبيّ. وللإسماعيليّ من طريق أبي خيثمة، وموسى بن السديّ، والدارقطنيّ من طريق يعقوب بن إبراهيم الدَّوْرَقِيّ، وإسحاق بن إبراهيم البَغَويّ، كلهم عن وكيع كذلك. فإن ثبتت رواية أبي بكر، فهو من مرسل ابن عباس، لكن ليس حضور ابن عباس لذلك ببعيد؛ لأنه كان في أواخر حياة النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، وهو إذ ذاك مع أبويه بالمدينة انتهى كلام الحافظ (١).

وقال ابن الملقّن -رَحِمَهُ اللَّهُ- بعد أن ذكر الاختلاف المذكور-: ما نصّه: ويُجمع بينهما بأن يكون سمع ابن عباس الحديث مرّة من معاذ، فرواه متّصلاً، وأرسله تارة، ومرسله حجة على المشهور، كيف وقد عُرف من أرسل عنه، ويحتمل أن ابن عباس سمعه من معاذ، وحضر القصّة، فرواه تارة بلا واسطة، وتارة بها، إما لنسيانه، وإما لمعنى آخر انتهى (٢).

(حِينَ بَعَثَهُ اِلَى الْيَمَنِ) وكان بَعْثُ معاذ - رضي اللَّه عنه - إلى اليمن سنة عشر، قبل حج النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، كما ذكره البخاريّ في أواخر "المغازي". وقيل: كان ذلك في أواخر سنة تسع عند منصرفه - صلى اللَّه عليه وسلم - من تبوك، رواه الواقديّ بإسناده إلى كعب بن مالك، وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" عنه. ثم حكى ابن سعد أنه كان في ربيع الآخر سنة تسع (٣). وقيل: بعثه


(١) - "فتح" ج ٤ ص ١٧٦.
(٢) -"الإعلام" ج ٥ ص ١٤.
(٣) - وقع في "الفتح" هنا "سنة عشر"، وهو تصحيف، بلا شكّ، وقد وقع في "المغازي" ج ٨ ص ٣٨٦ على الصواب، فتنبّه.