للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سنّها، وأنها قد قاربت السن التي يَحمِلُ مثلُها فيها، فَسَمَّى الحملَ بالولادة. انتهى (١).

(فَأَخْرَجْتُهَا إِلَيْهِمَا، فَقَالَا: نَاوِلْنَاهَا) أي ارفعها إلينا على البعير حتى نحملها (فَرَفَعْتُهَا إِلَيْهِمَا، فَجَعَلَاهَا مَعَهُمَا عَلَى بَعِيرِهِمَا، ثُمَّ انْطَلَقَا) غَرَض سَعْر من سوق هذه القصّة بيان أن خيار المال لا يجب دفعها في الزكاة، وإنما الواجب هو الوسط، كما أشار إليه بالعناق المعتاط. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث سعر بن سوادة، عن مُصَدِّقي النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - هذا ضعيف؛ لجهالة مسلم بن ثَفِنَة، أو -ابن شعبة-كما تقدّم. واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا-١٥/ ٢٤٦٢ و ٢٤٦٣ - وفي "الكبرى" ١٦/ ٢٢٤٢ و ٢٢٤٣. وأخرجه (د) في "الزكاة" ١٥٨١ (أحمد) في "مسند المكيين" ١٥٠٠٠ و ١٥٠٠١. واللَّه تعالى أعلمِ بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٢٤٦٣ - (أَخْبَرَنَا (٢) هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ, قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ, قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ, قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ شُعْبَةَ, أَنَّ ابْنَ عَلْقَمَةَ, اسْتَعْمَلَ أَبَاهُ عَلَى صَدَقَةِ قَوْمِهِ … وَسَاقَ الْحَدِيثَ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الظاهر أن هذا الإسناد ساقه المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- بعد الإسناد الأول لبيان الاختلاف في اسم أبي مسلم، فقد سماه وكيع ثَفِنَة، كما في الإسناد السابق، وهو خطأ، لمخالفته الجماعة، فقد سماه رَوْحٌ، وأبو عاصم، وبِشْرُ بن السَّرِيّ فقالوا: "مسلم بن شعبة"، وهو الصواب.

فما وقع في نسخ "المجتبى" هنا في هذا السند من قوله: "مسلم بن ثفنة" فإنه تصحيف بلا شكّ، لأن روحًا لم يقل: "ابن ثفنة" أصلاً، بل تفرّد به وكيع، فقال: "مسلم بن ثَفِنَة"، وقد تقدّم أن المصنّف قال: لا أعلم أحدًا تابع وكيعًا على قوله: "ابن ثَفِنة"، فلا يمكن أن يذكر هنا رَوْحًا ممن قال: "ابن ثَفِنَة". راجع "تهذيب الكمال" جـ١٠ ص ٣٢٦ وج ٢٧ ص ٤٥٣ - ٤٥٤. و"تهذيب التهذيب" ج ٤ ص ٦٥ - ٦٦.

والحاصل أن رَوْح بن عُبَادة إنما قال: "مسلم بن شعبة"، لا مسلم بن ثفنة، فتنبّه.


(١) - "النهاية" ج ٤ ص ٣٤١.
(٢) - وفي نسخة: "أخبرني".