للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الصحيح، غير الحارث، فإنه من أفراد المصنف، وأبي داود، وغير عبد الجليل، فإنه من أفراد المصنف. (ومنها): أنه مسلسل بالمصريين إلى عبد الجليل، والباقون مدنيون. (ومنها): أن فيه رواية تابعي، عن تابعي: ابن شهاب، عن أبي أمامة. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

عن ابن شهاب الزهريّ -رحمه اللَّه تعالى-، أنه قال (حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ) أسعد (بْنُ سَهْلِ ابْنِ حُنَيفٍ) له رؤية، ولم يسمع من النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، وتقدم في -٨/ ٥٠٩. وأبوه صحابيّ مشهور - رضي اللَّه عنهما -.

هكذا في رواية المصنّف -رحمه اللَّه تعالى- مرسلاً، وقد صحّ متّصلاً بذكر أبيه، كما سنذكره في المسألة الأولى، إن شاء اللَّه تعالى.

(فِي الْآيَةِ الَّتِي) متعلّق بـ "حدثني"، أي حدثني فيما يتعلّق بمعنى هذه الآية (قَالَ: اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-) جملة القول صلة الموصول بتقدير عائد، أي قال اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- فيها (وَلَا تَيَمَّمُوا) بحذف إحدى التاءين، والأصل تتيمّموا، فحذفت إحدى التاءين، تخفيفًا، كما قال ابن مالك في "الخلاصة":

وَمَا بِتَاءَيْنِ ابْتُدِي قَدْ يُقْتَصَرْ … فِيهِ عَلَى تَا كَتَبَيَّنُ الْعِبَرْ

واختُلف، هل المحذوفة هي الأولى؛ وعليه الكوفيّون؛ لأن الثانية لمعنى المطاوعة، وحذفها يُخلّ به، أو الثانية وعليه البصريون؛ لحصول الثقل بها.

وحكى الطبريّ، والنّحّاس أن في قراءة عبد اللَّه: "ولا تَأَمَّمُوا"، وهما لغتان. وقرأ مسلم بن جندب: "ولا تُيَمِّمُوا" بضمّ التاء، وكسر الميم. وقرأ ابن كثير "ولا تَّيَمَّمُوا" بتشديد التاء. وفي اللفظة لغات: منها "أَمَمْتُ الشيءَ" مخففة الميم الأولى، و"أَمَّمْتُه" بتشديدها، و"يَمَّمته، وتَيَمَّمْتُه". وحكى أبو عمر أن ابن مسعود قرأ "ولا تُؤَمِّمُوا" بهمزة بعد التاء المضمومة. ذكره القرطبيّ (١).

أي لا تقصدوا (الْخَبِيثَ) أي الرديء (مِنْهُ) أي من المذكور، في قوله: {مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}، فإفراد الضمير باعتبار المذكور، فالجارّ والمجرور نعت للخبيث، أو حال منه. ويحتمل أن يكون متعلّقا بقوله (تُنْفِقُونَ) والجملة حال من ضمير "تيمّموا".

وتمام الآية: {وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}


(١) - تفسير القرطبيّ ج ٣ ص ٣٢٦.