وسبب نزولها (ومنها): أنه لا يجوز للمالك أن يدفع في الزكاة رديء ما عنده، بل يدفع أطيب ما يجده؛ لينال بذلك الأجر العظيم، وقد تقدّم في ٥/ ٢٤٤٧ - قوله - صلى اللَّه عليه وسلم -: "ولا يؤخذ في الصدقة هَرِمةٌ، ولا ذات عَوَارٍ … " الحديث (ومنها): أن اللَّه تعالى غنيّ عن الصدقات، وإنما يأمر الأغنياء لأجل مواساة الفقراء، فتحصلَ المساواة بين المجتمع، ويسود الودّ والإخاء، ويزول الحسد والبغضاء. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٢٤٩٣ - (أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: أَنْبَأَنَا يَحْيَى, عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي عَرِيبٍ, عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ, عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ, قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَبِيَدِهِ عَصًا, وَقَدْ عَلَّقَ رَجُلٌ قِنْوَ حَشَفٍ, فَجَعَلَ يَطْعَنُ فِي ذَلِكَ الْقِنْوِ, فَقَالَ: «لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ, تَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ مِنْ هَذَا, إِنَّ رَبَّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ, يَأْكُلُ حَشَفًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»).
رجال هذا الاسناد: ستة:
١ - (يعقوب بن إبراهيم) الدورقي البغدادي الحافظ الثبت [١٠] ٢١/ ٢٢.
٢ - (يحيى) بن سعيد القطان المذكور قبل باب.
٣ - (عبد الحميد بن جعفر) الأنصاريّ المدنيّ، صدوق رمي بالقدر، وربما وهم [٦] ٢٦/ ٩١٤.
٤ - (صالح بن أبي عَرِيب) -بفتح المهملة، وكسر الراء، آخره موحّدةٌ- اسمه قُلَيب - بالقاف، والموحّدة، مصغرًا- ابن حَرْمل بن كُلَيب الحضرميّ، مقبول [٦].
روى عن كثير بن مرّة، وخلاّد بن السائب، ومختار الحِمْيريّ. وعنه الليث، وحَيْوة ابن شُرَيح، وابن لَهِيعة، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاريّ، وغيرهم. ذكره ابن حبّان في "الثقات". أخرج له أبو داود، والمصنّف، وابن ماجه، وله عندهم هذا الحديث، وله عند أبي داود حديث آخر أيضًا: "من كان آخر كلامه لا إله إلا اللَّه دخل الجنة".
٥ - (كثير بن مرّة الْحَضْرميّ) أبو شَجَرَة الحمصيّ، ثقة [٢] ١/ ١٨٨.
٦ - (عوف بن مالك) الأشجعيّ، أبو حمّاد، ويقال: غير ذلك الصحابيّ المشهور، من مسلمة الفتح، وسكن دمشق، ومات سنة (٧٣) تقدمت ترجمته في -٥٠/ ٦٢ - واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم ثقات.
(ومنها): أن شيخه هو أحد مشايخ الستة الذين رووا عنهم بلا واسطة. واللَّه تعالى أعلم.