للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والحارض الذي قد قارب الهلاك. انتهى (١). واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

٢٥٥٤ - (أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ بْنُ جَمِيلٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ, قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, قَالَ: وَذَكَرَ عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ, قَالَ: سَمِعْتُ الْمُنْذِرَ بْنَ جَرِيرٍ, يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ, قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - فِي صَدْرِ النَّهَارِ, فَجَاءَ قَوْمٌ عُرَاةً, حُفَاةً مُتَقَلِّدِي (٢) السُّيُوفِ, عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ, بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ, فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -؛ لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ, فَدَخَلَ, ثُمَّ خَرَجَ, فَأَمَرَ بِلَالاً, فَأَذَّنَ, فَأَقَامَ (٣) الصَّلَاةَ, فَصَلَّى, ثُمَّ خَطَبَ, فَقَالَ: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: ١] وَ {اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: ١٨] , تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ, مِنْ دِرْهَمِهِ, مِنْ ثَوْبِهِ, مِنْ صَاعِ بُرِّهِ, مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ", حَتَّى قَالَ: - "وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ", فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ, كَادَتْ كَفُّهُ تُعْجِزُ عَنْهَا, بَلْ قَدْ عَجَزَتْ, ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ, حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ, مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ, حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَتَهَلَّلُ, كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً, فَلَهُ أَجْرُهَا, وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا, مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا, وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً, فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا, وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا, مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا»).

رجال هذا الإسناد: ستة.

١ - (أزهر بن جَمِيل) بن جَنَاح الهاشميّ مولاهم، أبو محمد البصريّ الشَّطِّيّ -بفتح الشين المعجمة، وتشديد الطاء المهملة-، صدوقٌ يُغرِبُ [١٠].

قال النسائيّ: لا بأس به. وقال في موضع آخر: ثقة. وذكره ابن حبّان في "الثقات".

وقال الكلاباذيّ: مات سنة (٢٥١). روى عنه البخاريّ، والمصنّف، وله في هذا الكتاب (٥) أحاديث فقط برقم ٢٥٥٤ و ٣٤٦٣ و ٤٠٠٠ و ٤٨٦٤ و ٥٤٩٨.

٢ - (عون بن أبي جحيفة) وهب بن عبد اللَّه السُّوَائيّ الكوفيّ، ثقة [٤] ١٠٣/ ١٣٧.

٣ - (المنذر بن جرير) بن عبد اللَّه البجليّ الكوفيّ، مقبول [٣].

روى عن أبيه. وعنه عبد الملك بن عُمير، وعون بن أبي جُحَيفة، وأبو إسحاق السبيعي، والضحّاك بن المنذر، وأبو حيان التيميّ، على خلاف فيه. ذكره ابن حبّان في "الثقات". روى له مسلم، وأبو داود، والمصنّف، وابن ماجه، وله عند المصنف


(١) - راجع "لسان العرب" في مادّة حرض.
(٢) - وفي بعض النسخ: "متقلدين".
(٣) - وفي نسخة: "وأقام".