للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خمسة أحاديث برقم ٢٥٥٤ و ٣٤٦٣ و ٤٠٠٢ و ٤٨٦٦ و ٥٥٠٠.

٤ - (جرير) بن عبد اللَّه بن جابر البجليّ الصحابيّ المشهور - رضي اللَّه تعالى عنه -، المتوقى سنة (٥١ هـ) وقيل: بعدها، تقدمت ترجمته في ٤٣/ ٥١. والباقيان تقدما في الباب الماضي. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

منها: أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله عندهم رجال الصحيح. (ومنها): أن نصفه الأول بصريون، والثاني كوفيون. (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه، وتابعي، عن تابعي. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

عن عون بن أبي جُحَيفة أنه (قال: سَمِعتُ الْمُنْذِرَ بْنَ جَرِير، يُحَدِّثُ عَنْ أَبيهِ) جرير ابن عبد اللَّه - رضي اللَّه عنه - (قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - فِي صَدْرِ النَّهَارِ) أي في أوّله (فَجَاءَ قَوْمٌ) وفي رواية لمسلم من طريق عبد الرحمن بن هلال العبسيّ، عن جرير: " جاء ناسٌ من الأعراب إلى رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، عليهم الصوف … ".

(عُرَاة) جمع عارٍ، بالرفع صفة لـ "قوم"، والمراد أنهم لم يلبسوا الثيابَ المعتادَ لبسُهَا، وإنما أولناه بهذا؛ لأنّ في رواية مسلم المذكورة أنّ عليهم الصوفَ، فهم لابسو الصوفِ (حُفَاة) جمع حافٍ، اسم فاعل، مني حَفِي الرجلُ يَحْفَى، من باب تَعِبَ حَفَاءً، مثل سَلَام: إذا مشى بغير نَعْلٍ، ولا خُفٍّ، وهو بالرفع أيضًا صفة بعد صفه لـ "قوم".

وزاد في رواية مسلم، من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة: "مُجتابي النِّمَار، أو العباء". و"مجتابي": اسم فاعل من اجتابَ الشيءَ: إذا خَرَقه، ومنه قوله تعالى: {الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} [الفجر: ٩]. أي خَرَقوا النمار، وقَوَّرُوا وسطها. و"النمار" -بكسر النون- جمع نَمِرَة -بفتح النون: وهي ثياب من صوف، فيها تنمير.

و"العباء" بفتح العين، والمد، جمع عباءة، وعَبَاية، لغتان. وهي أكسيةٌ غِلَاظٌ مُخَطَّطة (١).

(مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ) بالإضافة: أي معلّقي السيوف على أعناقهم. وفي نسخة: "متقلدين السيوفَ"، بلا إضافة، وعليه فـ "السيوفَ" منصوبٌ على المفعوليّة (عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ) أي غالبهم من قبيلة مضر (بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ) هذا إضرابٌ إلى التحقيق، فقوله: "عافتهم" كان عن عدم تحقيق، واحتمال أن يكون بعضهم من غير مضر، أوَّلَ الوَهْلَة،


(١) - راجع "شرح النوويّ على صحيح مسلم" ج ٧ ص ١٠٤. و"المفهم" للقرطبيّ ج ٣ ص٦٢.