يُبْغِضُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-, فَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُحِبُّ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-, فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ, وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُبْغِضُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-, فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ, وَالاِخْتِيَالُ الَّذِي يُحِبُّ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-, اخْتِيَالُ الرَّجُلِ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْقِتَالِ, وَعِنْدَ الصَّدَقَةِ, وَالاِخْتِيَالِ الَّذِي يُبْغِضُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-, الْخُيَلَاءُ فِي الْبَاطِلِ»).
رجال هذا الإسناد: سبعة:
١ - (إسحاق بن منصور) الكوسج، أبو يعقوب المروزيّ الثقة الثبت [١١] ٧٢/ ٨٨.
٢ - (محمد بن يوسف) الفريابيّ الثقة الفاضل [٩] ١٤/ ٤١٨.
٣ - (الأوزاعيّ) عبد الرحمن بن عمرو الإمام الحجة المشهور [٧] ٤٥/ ٥٦.
٤ - (يحيى بن أبي كثير) صالح بن المتوكل الطائي مولاهم، أبو نصر اليمامي، ثقة ثبت، يدلسُ، ويرسل [٥] ٢٣/ ٢٤.
٥ - (محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي) أبو عبد اللَّه المدني، ثقة له أفراد [٤] ٦٠/ ٧٥.
والباقيان يأتي الكلام فيهما قريبًا. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه من سباعيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير جابر، وابنه. (ومنها): أن فيه رواية ثلاثةٍ من التابعين بعضهم عن بعض: يحيى عن محمد بن إبراهيم، عن ابن جابر. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنِ ابْنِ جَابِر) لم يُسَمَّ، وقد ذكروا في ترجمة جابر بن عَتِيك، أنه روى عنه ابناه، أبو يوسف، وعبد الرحمن، فأما أبو يوسف، فلم أر من ترجمه، وأما عبد الرحمن، فقال عنه ابن القطّان الفاسيّ: مجهول، كما في "تهذيب التهذيب" جـ ٢ ص ٤٩٦.
والحاصل أن ابن جابر هذا مجهول (عَنْ أَبيهِ) جابر بن عَتِيك بن قيس الأنصاريّ الصحابيّ المشهور - رضي اللَّه تعالى عنه -، اختُلِف في شهوده بدرًا، مات سنة (٦١هـ) وهو ابن (٩١) سنة، تقدّمت ترجمته في ١٤/ ١٨٤٦، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "إِنَّ مِنَ الْغَيْرَةِ) -بفتح، فسكون-: الْحَمِيّةُ والأَنَفَة، يقال: رجلٌ غَيورٌ، وامرأةٌ غَيُور، بلا هاء؛ لأنّ فَعُولًا يشترك فيه الذكر والأنثى. قاله ابن الأثير (١). وقال الفيّوميّ: وغار
(١) - "النهاية في غريب الحديث" ج ٣ ص ٤٠١.