للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مَوْلَاهُ, يَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلٍ عِنْدَهُ, فَيَمْنَعُهُ إِيَّاهُ, إِلاَّ دُعِيَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعٌ أَقْرَعُ, يَتَلَمَّظُ فَضْلَهُ الَّذِي مَنَعَ»).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (محمد بن عبد الأعلى) الصنعاني البصري، ثقة [١٠] ٥/ ٥.

٢ - (المعتمر) بن سليمان بن طرخان، أبو محمد البصري، ثقة، من كبار [٩] ١٠/ ١٠.

٣ - (بهز بن حكيم) القشيري، أبو عبد الملك البصري، صدوق [٦] ١/ ٢٤٣٦.

٤ - (أبوه) حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري، صدوق [٣] ١/ ٢٤٣٦.

٥ - (جدّه) معاوية بن حَيْدَةَ بن معاوية بن كعب القشيري، صحابي نزل البصرة، ومات بخراسان، تقدم في ١/ ٢٤٣٦. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

منها: أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم ثقات. (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين. (ومنها): أن فيه رواية الراوي عن أبيه، عن جده. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

عن معاوية بن حَيْدة - رضي اللَّه تعالى عنه - أنه (قال: سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، يَقُولُ: "لَا يَأْتِي رَجُلٌ مَوْلَاهُ، يَسْأَلُهُ) حال من "رجل"، أي حال كونه سائلًا له وجاز إتيان الحال من النكرة؛ لوقوعها في سياق النفي، كما قال في "الخلاصة":

وَلَمْ يُنَكَّرْ غَالِبًا ذُو الْحَالِ إنْ … لَمْ يَتَأخَّرْ أَوْ يُخَصَّصْ أَوْيَبِنْ

مِنْ بَعْدِ نَفْي أوْ مُضَاهِيهِ كَلَا … يَبْغِي امْرُؤٌ عَلَى امْرىءٍ مُسْتسْهِلَا

(مِنْ فَضْلِ عِنْدَهُ) أي بعض شيء فاضل عن حاجته، وفيه إشارة إلى أنّ الشخص لا يلام في منع ما لم يفضل عن حاجه (فَيَمْنَعَهُ إِيَّاهُ) بنصب الفعل بـ "أَنْ" مضمرة بعد الفاء السببيّة الواقعة بعد النفي، كما قال في "الخلاصة":

وَبَعْدَ فَا جَوَابِ نَفْيٍ أَوْ طَلَبْ … مَحْضَيْنِ "أَنْ" وَسَتْرُهُ حَتْمٌ نَصَبْ

(إِلَّا دُعِيَ لَهُ يَومَ الْقِيَامَةِ) أي لذلك المولى المانع فضلَ ما عنده (شُجَاعٌ) بالرفع على أنه نائب الفاعل لـ "دُعِي". وفي بعض النسخ "شجاعًا" بالنصب، وعلى هذا فهو حال مقدّمة على صاحبها، وهو "فضله الذي منع" الآتي، وهو النائب عن الفاعل.

وهذا الوجه يحتمل أيضًا على الصورة الأولى، ولا يعترض بعدم كتابته بالألف؛ لأنه يُحمَل على لغة ربيعة، وعادة القدماء الذين كانوا يرسمون المنصوب المنون بصورتي