للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على مسائله في الباب الماضي، وباللَّه تعالى التوفيق، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٢٦٠١ - (أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ, عَنْ سُفْيَانَ, عَنِ الزُّهْرِيِّ,, قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ, عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ, قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - فَأَعْطَانِي, ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي, ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «يَا حَكِيمُ, إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ, فَمَنْ أَخَذَهُ بِطِيبِ نَفْسٍ, بُورِكَ لَهُ فِيهِ, وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ, لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ, وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ, وَلَا يَشْبَعُ, وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث متّفق عليه، وقد تقدّم برقم -٥٠/ ٢٥٣١ - وتقدّم شرحه، والكلام على مسائله هناك، فراجعه تستفد، واللَّه تعالى وليّ التوفيق.

وقوله: "بسخاوة نفس" قال الزركشيّ -رحمه اللَّه تعالى-: أي بطيب نفس، من غير حرص عليه. وقال في "الفتح": أي بغير شَرَهٍ، ولا إلحاح، أي من أخذه بغير سؤال، وهذا بالنسبة إلى الآخذ، ويحتمل أن يكون بالنسبة إلى المعطي، أي بسخاوة نفس المعطي، أي باشراحه بما يعطيه انتهى.

وقوله: "وكان كالذي يأكل ولا يشبع" قال الزركشيّ -رحمه اللَّه تعالى-: يعني مَن به الجوع الكاذب، كلما ازداد أكلًا ازداد جوعًا. وقال النوويّ -رحمه اللَّه تعالى-: قيل: هو الذي به داء لا يشبع بسببه. وقيل: يحتمل أن المراد تشبيه بالبهيمة الراعية انتهى.

وقوله: "واليد العليا خير من اليد السفلى" تقدّم أن الراجح في تفسيره: أن العُليا هي المعطية، والسُّفْلى هي السائلة، كما تقدّم في حديث ابن عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما -، وفيه أقوال أخرى تقدّم ذكرها في -٥٢/ ٢٥٣٣ - لكن الصواب هو الأول؛ لأن خير ما فُسّر به الحديث ما جاء في رواية أخرى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٢٦٠٢ - (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ, قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ, عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ, قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَأَعْطَانِي, ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي, ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي, ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «يَا حَكِيمُ, إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ, حُلْوَةٌ, مَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ, بُورِكَ لَهُ فِيهِ, وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ النَّفْسِ, لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ, وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ, وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث متفق عليه، وقد تقدّم الكلام عليه في الذي قبله. ورجاله تقدّموا غيرا مرّة، غير:

١ - (مسكين بن بُكير) الْحَرَّانيّ، أبي عبد الرحمن الحذّاء، صدوقٌ يُخطىء، وكان صاحب حديث [٩].