٣ - (معمر) بن راشد، أبو عروة البصري نزيل اليمن، ثقة ثبت من كبار [٧] ١٠/ ١٠.
٤ - (الزهري) محمد بن مسلم المدني الإمام الحجة [٤] ١/ ١.
٥ - (ابن المسيّب) هو: سعيد الإمام الفقيه الحجة المدني، من كبار [٣] ٩/ ٩.
٦ - (أبو هريرة) - رضي اللَّه تعالى عنه - ١/ ١. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. ومنها: أنه مما قيل فيه: إنه أصحّ أسانيد أبي هريرة - رضي اللَّه تعالى عنه -، وفيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ، الزهريّ، عن سعيد، وفيه أحد الفقهاء السبعة المشهورين بالمدينة، وهو سعيد، وفيه أبو هريرة - رضي اللَّه تعالى عنه - أكثر من روى الحديث في دهره. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ أَبِي هرَيْرَةَ) أنه (قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -) ذكر الحافظ في "الفتح" أنّ السائل هو أبو ذرّ - رضي اللَّه تعالى عنه -.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: فيه نظر؛ لا يخفى؛ لأن حديث أبي ذرّ - رضي اللَّه تعالى عنه - مخالف لهذا الحديث، فقد أخرج حديث أبي ذرّ - رضي اللَّه تعالى عنه - الشيخان، والمصنّف، وغيرهما، ونصّ البخاريّ، في "كتاب العتق":
٢٥١٨ - حدثنا عبيد اللَّه بن موسى، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي مُرَاوح، عن أبي ذر - رضي اللَّه عنه -، قال: سألت النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، أي العمل أفضل؟، قال:"إيمان باللَّه، وجهاد في سبيله"، قلت: فأي الرقاب أفضل؟، قال:"أعلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها"، قلت: فإن لم أفعل؟، قال:"تعين ضائعا، أو تصنع لأخرق"، قال: فإن لم أفعل؟، قال:"تدع الناس من الشر، فإنها صدقة، تصدق بها على نفسك".
فهذا الحديث لا يصلح أن يكون مفسّرًا للمبهم الواقع في حديث أبي هريرة - رضي اللَّه تعالى عنه - هنا؛ للاختلاف الواضح بينهما، فتأمل. واللَّه تعالى أعلم.
(فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ) وفي رواية: "أيّ العمل" بالإفراد (أَفْضَلُ؟) أي أكثر ثوابا عند اللَّه تعالى (قَالَ) - صلى اللَّه عليه وسلم - ("الْإيمَانُ بِاللَّهِ") وفي رواية البخاريّ: "إيمان باللَّه ورسوله" بالتنكير، وكذا في الحجّ. قيل: عرّف الجهاد، دون الإيمان والحجّ؛ لأن المعرّف بلام الجنس كالنكرة في المعنى فيوافق تنكير قسيمية. وقيل: لأن الإيمان والحجّ لا يتكرّر وجوبهما، فناسبهما التنكير ليدلّ على الأفراد الشخصيّ، بخلاف