فَاطِمَةُ, قَدْ لَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا, وَاكْتَحَلَتْ, قَالَ: فَانْطَلَقْتُ مُحَرِّشًا, أَسْتَفْتِي رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنَّ فَاطِمَةَ لَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا, وَاكْتَحَلَتْ, وَقَالَتْ: أَمَرَنِي بِهِ أَبِي, - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «صَدَقَتْ, صَدَقَتْ, صَدَقَتْ, أَنَا أَمَرْتُهَا»).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
١ - (محمد بن المثني) العَنَزيّ، أبو موسى البصري، ثقة حافظ [١٠] ٦٤/ ٨٠.
٢ - (يحيى بن سعيد) القطان البصري، ثقة ثبت حجة [٩] ٤/ ٤.
٣ - (جعفر بن محمد) الصادق المدني يأتي.
٤ - (أبوه) محمد بن علي الباقر يأتي أيضًا.
٥ - (جابر) بن عبد اللَّه - رضي اللَّه تعالى عنهما - يأتي أيضًا. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه من خماسيات المصنف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وأن رجاله رجال الصحيح، وأن فيه رواية الابن عن أبيه، وأن جابر - رضي اللَّه عنه - أحد المكثرين السبعة، روى (١٥٤٠) حديثًا، وأن شيخه أحد التسعة الذين روى عنهم الأئمة الستة دون واسطة، وقد نظمتهم بقولي:
اشْتَرَكَ الأَئِمَّةُ الْهُدَاةُ … ذَوُو الأُصُولِ السَّتَةِ الْوُعَاةُ
فِي تِسْعَةٍ مِنَ الشُوخِ الْمَهَرَهْ … الْحَافِظِينَ النَّاقِدِينَ الْبَرَرَهْ
أُولَئِكَ الأَشَجُّ وَابْنُ مَعْمَرِ … نَصْرٌ وَيَعْقُوبُ وَعَمْروٌ السَّرِي
وَابْنُ الْعَلَاءِ وَابْنُ بَشَّارٍ كَذَا … ابْنُ الْمُثنَّى وَزِيَادٌ يُحْتَذَى
وقد تقدّم هذا كله غير مرّة، وإنما أعدته تذكيرًا لطول العهد. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمد) أبي عبد اللَّه الهاشميّ المدنيّ المعروف بالصادق، صدوق فقيه إمام من [٦] تقدّمت ترجمته في ١٢٣/ ١٨، أنه (قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي) هو: محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشميّ، أبو جعفر المعروف بالباقر المدنيّ، ثقة فاضل من [٤] تقدّمت ترجمته في ١٢٣/ ١٨٢ أنه (قَالَ: أَتَيْنَا جَابِرًا) أي ابن عبد اللَّه بن عمرو بن حرام الأنصاريّ السَّلَميّ، أبا عبد اللَّه، وقيل: غيره صحابيّ مشهور، غزا تسع عشرة غزوة، ومات بالمدينة بعد السبعين، وهو ابن أربع وتسعين سنة، تقدّمت ترجمته في ٣١/ ٣٥ (فَسَأَلْنَاهُ عَنْ حَجَّةِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -) أي عن كيفيتها.
[اعلم]: أن حجة النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، وإن كانت مروية من أحاديث كثير من الصحابة، إلا أنَّ