للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"شعيب": هو ابن إسحاق بن عبد الرحمن الأمويّ الدمشقيّ.

وقوله: "وهو صامت حتى أتى البيداء": يعني أنه لم يهُلّ بعد الصلاة، بل سكت إلى أن أتى البيداء، فأهلّ هناك.

وهذا محمول على علم جابر - رضي اللَّه عنه -، وإلا فقد صحّ أن ابن عمر - رضي اللَّه تعالى - عنهما في أحاديثه الآتية بعدُ، وتقدّمت أيضًا أثبت الإهلال قبل البيداء عند مسجد ذي الحليفة، حينما انبعثت به راحلته، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٢٧٥٧ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ, عَنْ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ, عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ, عَنْ سَالِمٍ, أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ, يَقُولُ: بَيْدَاؤُكُمْ هَذِهِ, الَّتِي تَكْذِبُونَ فِيهَا, عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, مَا أَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, إِلاَّ مِنْ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (قتيبة) بن سعيد المذكور قريبًا.

٢ - (حاتم بن إسماعيل) الحارثيّ مولاهم، أبو إسماعيل المدنيّ، كوفيّ الأصل، صدوق يهم، صحيح الكتاب [٨] ٢٤/ ٥٤٣.

٣ - (موسى بن عُقبة) بن أبي عيّاش الأسديّ مولاهم، ثقة فقيه، إمام في المغازي [٥] ٩٦/ ١٢٢.

٤ - (سالم) بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب العدوي المدنيّ، ثقة ثبت فقيه عابدًا [٣] ٢٣/ ٤٩٠.

٥ - (أبوه) عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب - رضي اللَّه تعالى عنهما - ١٢/ ١٢. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه، والظاهر أنه دخلها للأخذ عن أهلها. (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ، والابن عن أبيه، وفيه سالم من الفقهاء السبعة على بعض الأقوال، وفيه ابن عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما - من العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ سَالِمٍ) ابن عبد اللَّه (أنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ) عبد اللَّه بن عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما -