وعنها ابنتها كريمة بنت المقداد، وابن عباس، وعائشة، وابن المسيب، وعروة، وغيرهم. قال ابن عبد البرّ: لضباعة عن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - أحاديث: منها الاشتراط في الحجّ. قال الزبير بن بكّار: لم يكن للزبير بن عبد المطلب عقب إلا من بنتيه: ضباعة، وأختها أم الحكم.
[تنبيه]: قال الحافظ وليّ الدين -رحمه اللَّه تعالى-: وأما قوله في رواية ابن ماجه من حديث أسماء، أو سعدى:"دخل على ضباعة بنت عبد المطلب"، فهو وَهَمٌ، لا يتأوّل بما قاله والدي -رحمه اللَّه تعالى- في "شرح الترمذيّ" من أنه نسبة إلى جدّها كقوله - صلى اللَّه عليه وسلم -: "أنا ابن عبد المطّلب", لأنه عَقَّبَ ذلك بقوله: فقال: "ما يمنعك يا عمّتاه من الحجّ"؛ فدلّ على أنه بني على أنها بنت عبد المطّلب حقيقة حتى تكون عمته - صلى اللَّه عليه وسلم -، وهو وَهَمٌ. قال الزبير بن بكار. وليس للزبير بقية إلا من بنتيه أم الحكم، وضباعة انتهى.
وكانت تحت المقداد ابن الأسود، كما هو مصرّح به في رواية "الصحيحين" وبسبب ذلك أورد البخاريّ هذا الحديث في "كتاب النكاح" في "باب الأكفاء في الدين" يشير إلى تزوجها بالمقداد، وليس كفؤًا لها من حيث النسب، فإنه كنديّ، وليس كندة أكفاء لقريش، فضلاً عن بني هاشم، عند من يعتبر الكفاءة في النسب من العلماء، وإنما هو كفؤ لها في الدين فقط.
ووقع في كلام إمام الحرمين، والغزاليّ أنها ضباعة الأسلمية، وهو غلط فاحش، كما قال النوويّ، وغيره، والصواب الهاشمية، وليس في الصحابة أخرى يقال لها: ضباعة الأسلميّة، ولكنهما وَهِما في نسبتها، نعم في الصحابة أخرى تسمى ضباعة بنت الحارث أنصارية، وهي أخت أم عطية انتهى كلام وليّ الدين -رحمه اللَّه تعالى- (١).
(أَرَادَتِ الْحَجَّ) وفي رواية هلال بن خبّاب، عن سعيد بن جبير الآتية:"أن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب أتت النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، فقالت: يا رسول اللَّه، إني أريد الحجّ، فكيف أقول … ؟ ". وفي رواية أبي الزبير، عن طاوس، وعكرمة:"فقالت: يا رسول اللَّه، إني امرأة ثقيلة، وإني أريد الحج، فكيف تأمرني؟ … ". وفي حديث عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها - الآتي:"دخل رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - على ضُباعة، فقالت: يا رسول اللَّه إني شاكية، وإني أريد الحجّ … ".
قال الحافظ وليّ الدين -رحمه اللَّه تعالى-: قولها: "إني أريد الحجّ" قد يقتضي ظاهره أنها قالت له ذلك ابتداء، وفي "صحيح البخاريّ": "لعلك أردت الحجّ"، وفي "صحيح